قوة التفكير المثالي «2 من 2»

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب اتخاذ القرارات الاستراتيجية الخاصة بالعمل، في ضوء مجالات قوة أخرى؛ فمن الضروري أن تنطوي المثالية على المجالات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية، إضافة إلى قطاع الأعمال. يخول ذلك للقادة تقبل التوقعات المتزايدة لأصحاب المصلحة المتعددين لعديد من القضايا. تتمتع المناطق الرمادية المعقدة والغامضة بحق الوجود في ظل تلك المبادئ المثالية. على سبيل المثال، ليس عليك الاختيار بين الأعمال التي تتمتع بحرية العمل، والحكومات التي تمتلك سلطة والتشريعات، فبإمكانك الحصول على الاثنين. في الوقت الذي يطرح فيه المشاركون رؤيتهم عن المثالية في الصف، يحررهم التعبير عن تلك التناقضات؛ فالتنفيذيون عادة ما يكونون مقيدين بحوارات تملي فيها عليهم مصلحة العمل كل شيء، ومع ذلك فهم أشخاص تواقون للعمل بحرية أكبر. فعندما يشاركون رؤيتهم حول المثالية ويستمعون إلى الآخرين يدركون بشكل أكبر الموضوعات السائدة المشتركة: شكل من أشكال المساواة الاجتماعية، اهتمام الحكومات بالمصالح المشتركة، أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان وليس في محيطه فقط، والانسجام مع الطبيعة، وغيرها من الأمور الأخرى. تسهم هذه القواسم المشتركة في تحويل ما ينظر إليه على أنه ممارسة للمثالية الخيالية، إلى شيء مرتبط بالحياة اليومية للسلطة التنفيذية، ويصبح فجأة كل ما لا يمكن تصوره قابلا للتطبيق، لتتلاشى الحدود بين المثالية والواقعية. عند الغوص في مستويات الواقعية، ستجد غالبا السخرية والتشاؤم يغذيان الخوف عبر الترشيد والعقلنة، على سبيل المثال، العالم شديد الفساد، ولا جدوى من الانخراط فيه. قد يكون للسخرية والتشاؤم قيمة أيضا. فالحياة ليست أبيض وأسود ــ ونحتاج أيضا إلى كبح بعض الميول التي تعيدنا إلى الشكل الاستبدادي للقيادة الذي نريد تحويله. يمكننا التفكير المثالي من إدراك الصورة الكبيرة، بما في ذلك الأشياء التي تزعجنا أو حتى تثير استياءنا، في ضوء التفاؤل بما يمكن أن تكون عليه، تعطينا الشجاعة والثقة لرؤية المسافة بين الواقع وأحلامنا على أنها فضاء مملوء بالفرص، عوضا عن الشعور بالهزيمة. يمكن أن يكون التفكير المثالي منفتحا، ولكن قد يكون أيضا مصمما لمعالجة مشكلات معينة في العمل، لقد سبق أن استخدمته لإيجاد حلول لشركة طاقة متعددة الجنسيات تواجه وضعا كارثيا، كانت الشركة محط نقد وسائل الإعلام لدورها في إلحاق الأذى بالبيئة وتأثيرها السلبي في جودة حياة السكان في مجتمعاتها، استجابة لوصفها في الصحافة بأنها شركة مسيئة، تبنى التنفيذيون موقفا ينفون فيه مسؤوليتهم. وكانت علاقتهم مع المسؤولين المحليين والجهات الحكومية في مأزق. من خلال دعوة المشاركين لتصور أفضل حل لمثل هذه الصراعات، نشجعهم على استكشاف المجهول، بدأوا في تصور أساليب يستخدمون من خلالها ثروة الشركة وسلطتها لإيجاد قيمة متبادلة مع المجتمعات المحلية، والأهم من ذلك، أصبحوا أكثر إدراكا لمخاطر استراتيجية المواجهة التي لا تعنى بالتسويق، بدلا من الحفاظ على الاعتقاد الذي يفضي بقدرتها على إنقاذ العالم في حال أصبحوا قوة للخير "نهج آخر للحفاظ على الأسلوب الاستبدادي للقيادة المدفوع بالأنانية"، تستطيع الشركات وضع رؤية عالمية تستطيع من خلالها التفاعل مع الأشكال الأخرى للسلطة بطريقة أكثر احتراما وتناغما. لا تحتاج إلى انتظار الآخرين لتطبيق التفكير المثالي؛ بإمكانك أن تبدأ بنفسك، فقط ابدأ بالتفكير في التحديات الكبرى التي تواجه شركتك والقطاع أو ربما بلدك أو المنطقة ضمن مجال عملك، من ثم ابدأ في تطبيق تصورك للمشكلة، والعمل من خلال وجهات نظر متعددة لأصحاب المصلحة، لا تخش التناقضات واترك مجالا لجميع النيات الجيدة المشتركة والتنوع في القيم؛ فتغيير طريقة تفكيرك بمنزلة تمرين يعلمك أن تتخطى خوفك وتسعى إلى المزيد، تستطيع الحصول على مزايا أكبر من خلال إشراك أعضاء فريقك ومشاركتهم أفكارك ومن ثم الأخذ بإسهاماتهم إلى أن تنشأ المثالية الجماعية، سيساعدك هذا الحلم على اختيار أهدافك وتحديد أصحاب المصلحة الرئيسين الذين يستطيعون مساعدتك، كما سيغير من موقفك تجاه العالم؛ فالحد من الشعور بالخوف من التغيير سيجعلك تبحث عن فرص للمساهمة في عالم أفضل بعيدا عن مصالح العمل.

مشاركة :