قوة التفكير المثالي والتحول التنظيمي «2 من 2»

  • 5/19/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي يطرح فيه المشاركون رؤيتهم عن المثالية في الصف، يحررهم التعبير عن تلك التناقضات. فالتنفيذيون عادة ما يكونون مقيدين بحوارات تملي فيها عليهم مصلحة العمل كل شيء. مع ذلك، فهم أشخاص تواقون للعمل بحرية أكبر. فعندما يشاركون رؤيتهم حول المثالية ويستمعون للآخرين، يدركون بشكل أكبر المواضيع السائدة المشتركة: شكل من أشكال المساواة الاجتماعية، اهتمام الحكومات بالمصالح المشتركة، أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان وليس في محيطه فقط، والانسجام مع الطبيعة، وغيرها من الأمور الأخرى. تسهم هذه القواسم المشتركة بتحويل ما قد ينظر إليه على أنه ممارسة للمثالية الخيالية، إلى شيء مرتبط بالحياة اليومية للسلطة التنفيذية. ويصبح فجأة كل ما لا يمكن تصوره قابلا للتطبيق. لتتلاشى الحدود بين المثالية والواقعية. لماذا المثالية؟ عند الغوص في مستويات الواقعية، ستجد غالبا السخرية والتشاؤم تغذيان الخوف عبر الترشيد والعقلنة. على سبيل المثال، العالم شديد الفساد، ولا جدوى من الانخراط فيه. قد يكون للسخرية والتشاؤم قيمة أيضا. فالحياة ليست أبيض وأسود ــ ونحتاج أيضا إلى كبح بعض الميول التي تعيدنا إلى الشكل الاستبدادي للقيادة الذي نريد تحويله. يمكننا التفكير المثالي بإدراك الصورة الكبيرة، بما في ذلك الأشياء التي تزعجنا أو حتى تثير استياءنا، في ضوء التفاؤل بما يمكن أن تكون عليه. تعطينا الشجاعة والثقة لرؤية المسافة بين الواقع وأحلامنا على أنها فضاء مليء بالفرص، عوضا عن الشعور بالهزيمة. تطبيقات المثالية يمكن أن يكون التفكير المثالي منفتحا، ولكن قد يكون أيضا مصمما لمعالجة مشكلات معينة في العمل. لقد سبق أن استخدمته لإيجاد حلول لشركة طاقة متعددة الجنسيات تواجه وضعا كارثيا. كانت الشركة محط نقد وسائل الإعلام لدورها بإلحاق الأذى بالبيئة وتأثيرها السلبي في جودة حياة السكان في مجتمعاتها. واستجابة لتوصيفها في الصحافة على أنها شركة مسيئة، تبنى التنفيذيون موقفا ينفون به مسؤوليتهم، وكانت علاقتهم مع المسؤولين المحليين والجهات الحكومية في مأزق. من خلال دعوة المشاركين لتصور أفضل حل لمثل هذه الصراعات، نشجعهم على استكشاف المجهول. بدأوا في تصور أساليب يستخدمونها من خلالها ثروة الشركة وسلطتها لتكوين قيمة متبادلة مع المجتمعات المحلية. والأهم من ذلك، أصبحوا أكثر إدراكا لمخاطر استراتيجية المواجهة التي لا تعنى بالتسويق. وبدلا من الحفاظ على الاعتقاد الذي يفضي بقدرتها على إنقاذ العالم في حال أصبحوا قوة للخير "نهج آخر للحفاظ على الأسلوب الاستبدادي للقيادة المدفوع بالأنانية"، تستطيع الشركات وضع رؤية عالمية تستطيع من خلالها التفاعل مع الأشكال الأخرى للسلطة بطريقة أكثر احتراما وتناغما. قد يكون التصور المثالي مفيدا بالنسبة للشركات القائمة في خضم سوق متغيرة. على سبيل المثال، ندوة تعنى بالتفكير المثالي الذي يتم تطبيقه على مستقبل التنقل، تسمح للتنفيذيين في شركات تصنيع السيارات بتقدير وضعهم بشكل أفضل. فعوضا عن أن يكونوا مقيدين بشعارات راسخة وثقافة الشركة، بإمكانهم الانخراط في عدة مستويات ومناقشة التغيرات المحيطة بالقطاع التي تقود مرحلة التحول، ويعززون مكانتهم في المنظومة الأكبر فربما يصلون لمستويات جديدة تسهم في تشكيل ثقافتهم وهويتهم. وبدلا من تعزيز الشعور بالخوف والعجز، يسهم المستقبل الغامض بإعطاء معنى لوجودهم. المثالية لا تحتاج إلى انتظار الآخرين لتطبيق التفكير المثالي. بإمكانك أن تبدأ بنفسك. فقط ابدأ بالتفكير في التحديات الكبرى التي تواجه شركتك والقطاع أو ربما بلدك أو المنطقة ضمن مجال عملك، من ثم ابدأ بتطبيق تصورك للمشكلة، والعمل من خلال وجهات نظر متعددة لأصحاب المصلحة. لا تخشى التناقضات واترك مجالا لجميع النوايا الجيدة المشتركة والتنوع في القيم. فتغيير طريقة تفكيرك بمنزلة تمرين يعلمك أن تتخطى خوفك وتسعى لمزيد. تستطيع الحصول على مزايا أكبر من خلال إشراك أعضاء فريقك ومشاركتهم أفكارك ومن ثم الأخذ بمساهماتهم إلى أن تنشأ المثالية الجماعية. سيساعدك هذا الحلم على اختيار أهدافك وتحديد أصحاب المصلحة الرئيسين الذين يستطيعون مساعدتك. كما سيغير من موقفك تجاه العالم. فالحد من الشعور بالخوف من التغيير، سيجعلك تبحث عن فرص للمساهمة في عالم أفضل بعيدا عن مصلحة العمل.

مشاركة :