قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه ورد في الكتاب العزيز والسُنة النبوية المطهرة كثير من النصوص التي تحث على الصدق لما له من فضائل كثيرة.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما أثر الصدق على الإنسان أو على المجتمع ككل؟»، أن آثار الصدق على الإنسان تجدها في قوله تعالى في نهاية سورة المائدة، فقال الله تعالى: «هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».وأضاف أنه بناء على قوله تعالى: «هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ»، إذًا هو ينفع يوم القيامة، وهو يؤدي إلى رضا الله، ويؤدي إلى الجنة، وهناك حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربعٌ إذا كُنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طُعمة».وتابع: ولذلك الإمام الغزالي يورد أشياء من هذا القبيل، وهو يُشير إلى آثار الصدق على الإنسان يقول: «من طلب الله بالصدق أعطاه مرآةً يُبصر فيها الحق والباطل» فالشخص عندما يصدق يُكتب عند الله صديقا فينكشف له الحق والباطل، إذًا من آثار الصدق على الإنسان تمييزه بين الحق والباطل، وأيضًا عليك بالصدق حيث تخاف أنه يضرك فإنه ينفعك، ودع الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضر بك، هذا وارد عن سيدنا عمر بن الخطاب أورده هنّاد بن السري في كتابه.وأشار إلى أن فوائد الصدق كثيرة مع هذه الآثار، الصدق طريق الأبرار إلى الجنة، الصادقون أحباب الله المقربون، الصادقون يحبهم الناس، ويأتمنونهم في كل شيء؛ في معاملاتهم، وفي حياتهم، الصدق دليل القوة، وسمة الثقة بالنفس، الصدق منجاة، الصدق مؤثر في القلوب ؛فما كان قد خرج من الجنان يصل إلى الجنان –القلب-، وما خرج من اللسان لا يصل إلا عند الآذان.ولفت إلى أن الصادق يُحشر يوم القيامة مع النبيين، والشهداء، والصالحين؛ مع الزمرة الصالحة مع الثُلّة من عباد الله السابقين، منوهًا بأن الدكتور أحمد زكي باشا - شيخ العروبة - ذكر في كتابه الأخلاق إن حتى لو لم تكن الأديان تأمر بالصدق لكان واجبًا أن نكون صادقين، لأن الصدق مؤثر في الإنسان كإنسان وليس في المسلم فقط؛ فما بالك بالمسلم، والصدق اختارته الأمم التي أرادت لنفسها العزة، والحياة، والمصلحة، والانطلاق حتى مع والعياذ بالله تعالى يعني مروقهم عن الله سبحانه وتعالى، هو صدق غير كامل ، ولكن حتى صدق الحديث جعل لهم المكانة، وجعل لهم التمكّن.واستطرد: إذًا نحن أولى بهذا فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها، فما بالك وهذه ليست حكمة نبحث عنها؛ وإنما هو أمرٌ إلهي ورد في القرآن الكريم، وورد على لسان النبي الشريف -صلى الله عليه وسلم- ؛ فما بالك أنه قد حَرّم علينا الكذب وقال: أيكذب المؤمن؟ قال: «لا» .
مشاركة :