القلم المأجور | عبدالرحمن عربي المغربي

  • 4/5/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كل قلم لم يكن مسموماً في فكره، مأجوراً في دواته، هو بالتأكيد قلم الحق، أما ذلك القلم الحاقد الذي يعبث فيما يخدم قضاياه، ويحاول تشويه الصورة المشرقة لهذه البلاد بفكره المأجور المسموم، ولسانه الضال، ويستهدف بكتاباته المملكة التي عاش على أرضها، وأكل من خيراتها.. وهو كذلك يشوبه دافع خفي.. ولكن لا يخلو الأمر.. كما حفظ لنا التاريخ.. من نماذج أقرب ما تكون إلى الهمجية في الفكر، والانطباعية في الرأي، والضيق في النظرة، تسعى إلى تشويه الصورة لأسباب تتعلق بأمراض نفسية تعتورها، حيث يحكم منطق الشخصنة والاستبداد في الرأي.. فهذه النماذج تبدأ تنخر في كل ما يقف في وجهها من منجزات أو معالم بدافع الغيرة، أو ممكن بدافع المرض النفسي، فتأخذها العزة بالإثم، فيغدو كل نجاح يرونه هو مرمى هدفهم.. وهذه النماذج التي تبث سمومها لا تكتفي بأذية النفس، بل تنخر فيمن حولها خاصة من يكتبون لهم.. وبفضل الله عز وجل نحمد الله بأن نزّهنا عن هذه الصغائر، وقد أغلق الباب في وجه ذلك الفكر المريض.. ولكن النفس المريضة تنكر المعروف وتجحد الجميل.. ولكنها ضرب من الفتنة وعمى عن الحقيقة، وهو الهلاك بعينه.. وليدرك هذا القلم الذي يتحدث عن المملكة العربية السعودية بعد أن أكل من خيرها سنوات، وبعد أن تربى كتفه من عزّها.. ليُدرك أن الإعلام في عالم اليوم هو الذي يُوجِّه السياسات في الغرب، إلا أننا في المملكة لنا خصوصية تقودنا بملامح إسلامية يعربية، ومن هذا المنطلق نحن أولى بمفاهيم الحرية ومساحة الحوار وغيرها من المفاهيم، وليُدرك هذا القلم المأجور أن الكيان السعودي الذي عندما يرفض التدخل في شؤون الآخرين ليغلق الطريق أمام الآخرين للتدخل في شؤونه؛ أن هذا تعزيز -أيها الخائن المأجور- لمكانة هذا الوطن والدولة السعودية في مجال حرية الإعلام، وديمقراطية الكلمة هي جل الانتماء، فالإعلام -أيها القلم المسموم- هو المجال الوحيد البعيد عن معادلة الخيانة. ففي عالم اليوم لم يعد بالإمكان خديعة العالم، خاصة إذا كان القلم المأجور مكشوفا، ومن هنا فكتاباته تُصنَّف في خانة الجنون والارتباك وخيبة الأمل، ولم يُحقِّق ذلك التمادي لأصحابه غير الهلاك. ولكن.. اتقِ شر من أحسنت إليه.. فهذا القلم المأجور يريد أن يتماشى مع نهج سياسة الخديعة التي تتبناه، والديمقراطية الخرقاء.. فهو كمن يحاور نفسه ويكتب لها. أخيراً، كتاباتك وآراؤك وأفكارك وتوجهاتك وكلماتك وكل مفردة تكتبها وشاية وحسداً وحقداً عن المملكة العربية السعودية ستكون في مساحة سوداء من ذلك التاريخ الأسود. maghrabiaa@ngha.med.sa

مشاركة :