عاشق الصحراء والقهوة .. وداعاً

  • 7/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جمال الدويري رحم الله الشيخ خالد بن سلطان، وأسكنه فسيح جناته، وألهم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وسموّ الشيخة جواهر، جميل الصبر وحسن العزاء.كان الثاني من يوليو، ثقيلاً على كل من يعيش في دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين، وكل من يعرف الحاكم الإنسان صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والأم المشغولة بقضايا الإنسانية والأطفال، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين، أو سمع عنهما، فكان نبأ الوفاة كبيراً ثقيلاً، ترحماً على الشاب الفقيد، وإحساساً بعمق الحزن والألم الذي يعتصر قلوب والديه وشقيقاته.الوالد، الشيخ سلطان الذي لطالما انشغل بقضايا الناس، فأحسّ بهم وبمطالبهم واحتياجاتهم إلى أبعد الحدود، فنذر نفسه لخدمة الجميع في الشارقة، مواطنين ومقيمين، فكان لهم أباً حانياً، يراقب احتياجاتهم ومطالبهم، من بعد أحياناً، وعن كثب أحياناً، فيأتيهم الخير حتى قبل أن يطلبوه، حتى أصبح الرجل، ساكناً شغاف القلوب، وحنايا الأضلع.والوالدة، الشيخة جواهر، الأم الكبيرة التي تعدّت نبضات قلبها حدود الإمارات، فاحتوت الأطفال اللاجئين، ومرضى السرطان، فعم خيرها كل محتاج أو طالب عون، فغدت مشاريعها الخيرية مثار اهتمام الجميع، إلى أن ردّ لها العالم جزءاً نظير ما قدمته، فكانت سفيرة عالمية للاجئين ولقضاياهم ومشكلاتهم، ولسان حالهم في المحافل الدولية.ولشقيقاته الشيخات بدور وحور ونور، اللواتي عرفهن الجميع عن قرب، فولجن في ما ولج فيه الأب والأم من قضايا إنسانية، فأصبحن بحق قريبات من قلوب كل الناس، بنشاطهن وحيويتهن وشغفهن بالكتاب والكلمة والفنون، وكل نشاط إنساني، فأصبحن أخوات لكل الناس.وللفقيد رحمه الله، مواقف كبيرة وكثيرة ترجمها في دار أزياء «قاسمي» في لندن، وعبر عنها بكل صراحة في أزيائه، فلم ينس، لون صحراء بلاده وطعم «قهوتها» العربية التي عكسها في تصميمه، الأخير الشهر الماضي، فناصر القضايا الاجتماعية والإنسانية وخاطب الضمير العالمي، حتى الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان عام 1982، كان حاضراً في عرضه «صحافة.... لا تطلق النار».الشيخ خالد الذي انشغل بعمله كثيراً، حاول عبر أدواته، ألا ينسى قضايا المنطقة، وأوجاع العرب، وقد لخصها بجملة أطلقها في أحد عروضه: «عندما أكون في الغرب يكون وطني في قلبي، وعندما أكون في وطني أحن إلى نشر رسالتي التي تخدم العالم أجمع».لهذا كله، أدخل نبأ وفاة الشيخ خالد، الحزن الكبير في القلوب، لأنهم أحسوا بأحاسيس الوالد والوالدة المكلومين، ودعا الجميع لهما بأن يصبرهما الله ويحسن عزاءهما، وابتهلوا إلى المولى أن يرحم فقيدهما خالد، ويسكنه فسيح جناته، ويلهمهما جميل الصبر وحزن العزاء.الشيخ سلطان، والشيخة جواهر، والشيخات بدور وحور ونور، أحسن الله عزاءكم جميعاً وأدخل فقيدكم الجنة، فأنتم لا تستحقون إلا كل خير، ونفوسنا يملأها الأمل، بأن الله عزّ وجلّ، معكم في مصابكم، ورحمته التي وسعت كل شيء، ستكلأكم وتخفف آلامكم. «إنا لله وإنا إليه راجعون». jdwairi@daralkhaleej.ae

مشاركة :