سامي عبدالعظيم (دبي) غيب الموت عبدالله سعيد بن عباد إداري العروبة يوم الجمعة الماضي، وقبل ساعات من لقاء العروبة، وضيفه اتحاد كلباء، ضمن الجولة العاشرة لدوري الدرجة الأولى، وترك الراحل ذكريات جميلة، تظل خالدة في «العقول» و«القلوب»، خاصة أنه وهب حياته للعروبة، منذ أن كان لاعباً بصفوفه، ثم إدارياً رائعاً، يمضي معظم أوقاته في النادي الذي عشقه، وعرف بين جدرانه معنى الانتماء والوفاء للشعار، وكان الأقرب إلى قلوب اللاعبين بحسن خلقه وطريقته الإيجابية في التعامل مع كل الظروف التي ترافقهم، وكان الأخ والصديق للكبير والصغير. وعمقت التفاصيل التي رواها بعض المقربين من المشهد المؤثر، وحالة الحزن لدى جميع أعضاء العروبة، ورسمت دموع اللاعبين قمة الوفاء للرجل الذي تغاضى عن معاناته مع المرض لمصلحة الفريق، ويقول للاعبين: لا تطلبوا مني أن أرتاح بعيداً عنكم، لأنني أشعر بالراحة عندما أكون معكم، وأستمتع برؤيتكم أبطالاً تدافعون عن شعار الفريق، وطموحاته في المنافسة على أفضل النتائج في الدوري. وقال خليفة راشد الملاحي رئيس اللجنة الفنية إن المصاب الأليم بفقدان عبدالله سعيد تسبب في حالة كبيرة من الحزن الذي سيطر على الجميع قبل ساعات من لقاء اتحاد كلباء، خصوصاً أن الفقيد صاحب علاقة متميزة مع اللاعبين، ويطلع بنفسه على جميع احتياجاتهم، ويحرص على توفير الأجواء المناسبة لهم، ويشجعهم على مضاعفة جهودهم لتحقيق أفضل النتائج في جميع مباريات الفريق. وأضاف: سيطرت حالة كبيرة من الارتباك، بعد الإعلان عن وفاته، وأذكر جيداً أنه اعتذر عن عدم مرافقة الفريق في لقاء اتحاد كلباء، بسبب ظروفه الصحية، ورغبته في إجراء بعض الفحوص الطبية في المستشفى، وطلبت منه الاهتمام بحالته الصحية، وعدم الحضور إلى النادي، لكن الأمور تطورت إلى خبر حزين أشاع أجواء الحزن والصمت، والحقيقة أنها لحظات صعبة للغاية لرحيل وفقدان شخص عزيز على النادي. وأوضح الملاحي أن لاعبي الفريق رفضوا تناول وجبة الغداء قبل الانتقال إلى الملعب وطلبنا منهم تناول «التمور» حتى يخوضوا المواجهة، من دون تناول الطعام، وربما كان صعباً عليهم الجلوس إلى مائدة الطعام، في غياب ابن عباد الذي شاركهم اللحظات الرائعة، إذ كانت تجمعهم المائدة، وتتحول إلى جلسة للتشاور حول أمور الفريق. وأضاف: ذكريات الراحل بن عباد رائعة منذ كان الحارس الأول للعروبة قبل سنوات عدة، ثم تابع مسيرة الوفاء لشعار النادي، إدارياً يضحي بوقته وصحته وراحته لرفع راياته، وتهيئة الظروف أمام اللاعبين، لتقديم المستوى الفني، وتحقيق النتائج الرائعة، وهو صاحب الأخلاق الفاضلة والوجه الحسن والقلب الأبيض. وتحدث نواف فريد علي لاعب العروبة بنبرة كبيرة من الحزن، وهو يستعيد ذكريات جميلة مع الفقيد الراحل، وقال: إن خبر وفاته صعب على الجميع، وتأثرنا بهذا الأمر كثيراً في لقاء «النمور»، وكنا نخوضه، ونحن لا ندري ماذا نفعل، وأذكر جيداً أنه رافقني إلى مستشفى الفجيرة عند الثالثة فجراً قبل أسبوع، بعد ارتفاع درجة حرارتي، وظل يواسيني، ويبث الطمأنينة في قلبي، بشأن وضعي الصحي، والمهاجم السنغالي دومينك تأثر كثيراً بخبر الوفاة، وطالب خلال الاجتماع الفني بتأجيل المباراة، بسبب عدم قدرته على اللعب في هذه الظروف.