"الميني درونز" تطلق سباق تسلح جديدا بين روسيا وأمريكا

  • 7/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت القيادة العسكرية الروسية تعميم نظام دعم وحدات القتال البرى بالمروحيات المتناهية الصغر التي تعمل بدون طيار "مينى درونز" والدفع بتلك المنظومات إلى خطوط المواجهة الأمامية على الجبهات السورية ومناطق المواجهات الأخرى المحتملة لا سيما تلك التي تشهد أعمال مكافحة إرهاب. وجاء تحرك القيادة الروسية في هذا الاتجاه إثر إعلان الولايات المتحدة عن اعتزامها تزويد وحدات المارينز ومكافحة الإرهاب الأمريكية بمروحيات المينى درونز ، وهو ما اعتبره المراقبون سباق تسلح من نوع جديد بين واشنطن وموسكو، لكن الجديد – بحسب ما جاء فى تقرير لصحيفة إزفستيا الروسية – هو أن المروحيات الروسية المسيرة المتناهية الصغر لن تقتصر على مهام الاستطلاع التكتيكى فقط بل سيكون لها القدرة على حمل شحنات متفجرة بفضل مروحياتها الرباعية القوية وهو ما سيمكن وحدات القتال البري في كل الفيالق و التشكيلات الروسية من العمل بكفاءة أعلى في مسارح العمليات بما في ذلك عمليات مكافحة الإرهاب والإبرار الجوي والإسقاط وأعمال الصاعقة البحرية. ومن واقع تجربة القتال الروسي ضد عصابات الإرهاب في سوريا تبين مدى الحاجة إلى منظومات استطلاع تكتيكية للمهام العملياتية الصغرى التي تباشرها الوحدات الروسية العاملة في سوريا، وتجدر الإشارة إلى أن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي استطاعت إسقاط مروحية روسية مسيرة من الحجم الصغير أثناء قيامها بالتحليق الاستطلاعي فى الأجواء السورية فوق مسرح إحدى العمليات، وكان ذلك فى يناير من العام الماضي، عندها كشف النقاب عن إدخال الجيش الروسي لهذا النظام الاستطلاعي فى تشكيلاته المكافحة للإرهاب، و بدت الحاجة بصورة أكبر لتطوير تلك المنظومات وتعميمها وعدم قصر مهامها على أغراض الاستطلاع فقط ومن ثم بدأت مؤسسات إنتاج السلاح الروسية إنتاج طائرات مسيرة متناهية الصغر بإمكان المقاتل وضعها في سترته الميدانية وإطلاقها وقت الحاجة. ويرجع تاريخ التفكير في تسليح وحدات المشاة و العمليات الخاصة بالطائرات المسيرة المتناهية الصغر إلى العام 2015 عندما فكرت القيادة العسكرية الأمريكية في تطوير هذا السلاح لأغراض الاستطلاع التكتيكي لوحدات المارينز، وفى فبراير الماضي أعلنت واشنطن بدء تجربة نشر وحدات من تلك الطائرات على كتائب القتال البري الأمريكية العاملة في أفغانستان، ويقول الخبراء إن واشنطن قد استلهمت تلك الفكرة من تشكيلات القتال البري البريطانية التي تم الدفع بها إلى أفغانستان عام 2011 والتي كانت أول من أدخل هذا النظام بشكل محدود. تجدر الإشارة إلى أن الوحدة 82 من مشاة البحرية الأمريكية التي تخدم حاليا في أفغانستان ستكون في طليعة التشكيلات العسكرية الأمريكية التي ستتسلح بطائرات المينى درونز وذلك ضمن تشكيلات اللواء الثالث الأمريكي، كما سيتم تزويد الكتيبة 508 مظليين في الجيش الأمريكى بهذا النوع من المروحيات الصغيرة المسيرة مطلع الشهر القادم عندما يتم الدفع بها إلى مسرح العمليات الأفغانى لمكافحة الإرهاب. وقد تعاقد البنتاجون فى وقت سابق من العام الجارى على شراء 9000 مروحية مسيرة صغيرة "مينى درون" لتعميم استخدامها في فصائل وسرايا مشاة الأسطول "المارينز" كأداة استطلاع محمولة بأيدي الجنود للقيام بمهام الاستكشاف التكتيكي للارتكازات المعادية قبل الشروع في اقتحامها.والمروحيات الجديدة من طراز بلاك هورنيت – مينى درونز لا يتجاوز وزنها 16ر1 أوقية وقادرة على التقاط الصور الحية وإرسالها إلى مطلقها بكفاءة ، كذلك فهي تتميز بهدوء محركها بما يجعل تحليقها غير ملحوظ في أجواء مسارح العمليات. ويطلق البنتاجون على تلك المروحيات الجديدة اسم "الدبور الأسود" وستكون في نسختها الأولى لأغراض الاستطلاع فقط بدون إطلاق نار، كما يتم إطلاقها ميدانيا بشكل يدوى بسيط، حيث لا تحتاج إلى منصات إطلاق خاصة، بل سيكون بالإمكان طيها ووضعها في جيب سترة المقاتل. ويقول الخبراء إن مروحيات "مينى درون" ستكون الصديق المفضل لأفراد وحدات المظلات حيث سيسهل على المظليين طيها واصطحابها في عملياتهم وإطلاقها بعد هبوطهم على الأرض وتوجيهها صوب مواقع التقدم لاستكشاف العدو قبل الاشتباك معه.وبإمكان "الدبابير السوداء" التحليق الاستكشافي لمدة 30 دقيقة مع إمكانية استدعائها وإعادة إطلاقها بعد الشحن مجددا، ويقول خبراء التسليح في قوات المارينز إن اختبارات تجريبية تكتيكية قد أجراها اللواء 82 مظلات في الجيش الأمريكي هذا العام في بعض مناطق العمليات في أفغانستان على هذا السلاح الجديدة أثبتت أهميته، وهو ما شجع البنتاجون على تعميم هذا الابتكار الجديد بحلول أبريل 2020 في كل تشكيلات القتال البري الأمريكية.

مشاركة :