وصف الفلاسفة الاغريق فى مطلع التاريخ وفى مطلع الولوج لعالم الفلسفة الفضيلة بوصفها وسط بين رذيلتين، فكما يصف هذا الأمر أرسطو بقوله أن الكرم فضيلة كونه وسط بين الإفراط (الإسراف) والتفريط (البخل)، ويصفها الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط بانها قانونا داخليا يقبع فى عقل الإنسان منذ ولادته والسير طبقا لهذا القانون يحقق الفضيله اما السير ضدا معه يعد رذيلة .غير ان الفيلسوف الألماني نيتشه يرفض التمييز الكانطى بين الفضيلة والرذيلة ويهدم هذا البناء الاخلاقى الكانطى تماما حيث يرى انه ليس ثمة اخلاق فقط تاويلات ، بمعنى ان الامر الاخلاقى امر نسبى مرتبط بالتأويل، وهذا يعنى ان الفضيلة ما تسالم المجتمع عليه بأنه هوالفضيلة ، وهذا يبقى الفكرة الكانطية التى ترجع الفضيلة كفعل مرتبط بأمر مطلق مكانه هناك فى مكان ما من الوجود وسنده هناك فى الميتافيزيقا.ان الفكره الكانطية وان استندت الى وضع ميتافيزيقى لهى اكثر قبولا على المستوي السوسيولوجى من التقويض النيتشوى الرافض للاطار لعدم علم الإنسان به فضلا عن قصور العقل عن بلوغ سند هذا الاطار .على حين يحدد القديس اوغسطينوس احد اعلام الفلسفة المسيحيه الفضيلة بوصفها حب الخير للجميع من اجل المدينه الالهية .تبقى الرؤية الكانطية مطورة للرؤية الاوغسطينية غير انها تنقل مجال النتيجه من مدينة الله الى مدينة البشر وان اتفقت فى مجال الفعل بانه الواقع الدنيوى .اذا كانت الفضيله معطى ذاتيا يكن اذا كل خروج عنها هو خروج عن الذات ويبقى هناك مطلقا انسانيا يجمع البشرية حوله ، وكل خرق لهذا المعطى هو خرق للحاله الانسانية التى تضع كل إنسان على قدم المساواة بغض النظر عن اى معطيات اخرى جندرية او دينيه أو هوية ومن هنا كان الميثاق العالمي لحقوق الانسان .
مشاركة :