على مدار قرابة شهر ويوشك على الانتهاء يوم الجمعة المقبل الموافق "التاسع عشر من يولية الجارى" يسدل الستار على بطولة الأمم الأفريقية فى نسختها الأخيرة المقامة على أرض مصر ...وقد لا يهمنى كثيرا من الفائز وأصحاب المراكز الأولى بقدر ما يهمنى نجاح "مصر" كدولة وكيان كبير" فى تجميع شعوب "أربع وعشرين دولة أفريقية" تتلاقى فرقهم وتتنافس فى جو أخوى ودى ,من شأنه أن يعيد الألفة لشعوب القارة,ويجمع بين أبنائها..وأن يوحد بين الدبلوماسية الرسمية بتواجد رؤساء وقادة ورموز رياضية ومسئولين دوليين وأفارقة فى كرة القدم ...بجانب الشعوب والجماهير المناصرة لفرقها وسط طقوس أفريقية وعربية متميزة...وكرنفالات شهدتها بلا استثناء الاستادات الستة التى استضافت البطولة. وقد يكون اللاعبون المصريون والأعضاء البارزون فى اتحاد كرة القدم قد أفسدوا فرحتنا جميعا لكى نستمتع بوجود البطولة على أرضنا...مرة بسبب الاتهامات الأخلاقية الى طالت بعض اللاعبين أو أحدهم بالتحرش ,وللأسف سانده بعض زملاءه بدون وجه حق بعد أن أبعده اتحاد الكرة بالفعل,ولعل ما حدث كان بادرة بانهيار فنى فى الملعب وفقدان الثقة والاحساس بالمسئولية ..وبالتالى هزيمة وخروج من المسابقة,أعقبها اقالة المدرب المكسيكى وجهازه المعاون ثم استقالة أعضاء الاتحاد,وان كانت تطول بعضهم أيضا شبهة الفساد واقتسام راتب المدرب فى ظاهرة غربية وفريدة ان صدقت بعد التحقيقيات اللازمة,تكون وصمة عار فى جبين الرياضة المصرية,وتستحق الاهتمام والمتابعة من الأجهزة الرقابية لاقصاء الفاسدين ولكن بعد محاسبتهم وأن ينالوا جزاء ما اقترفوا...ولكن بعيدا عما حدث...لايمكن أن ننسى فضل الدولة المصرية فى استضافة البطولة وتأمينها وتنظيمها بكل الحرفية وأقصى درجات الاستعداد...وكل من كان له أيادى بيضاء فى انجاح البطولة وتشريف الوطن واظهاره بالمظهر الحضارى المشرف المعبر عن عظمة مصر وقيادتها وشعبها وكل ابنائها المخلصين...وان كان ينقصها فقط عدم الاقبال الجماهيرى الكافى فى أدوار المجموعات وفى الأدوار الاقصائية خصوصا بعد خروج مصر من دور الستة عشر ...ولعل ما ساعد بعض الشيىء على وجود الجماهير هو تصاعد أداء منتخبى :الجزائر وتونس,ووصولهما الى الدور النهائى بالنسبة للأول واللعب على المركزين:الثالث والرابع بالنسبة للثانى ...وهو بلاشك شيىء مشرف ومقدر استدعى وجود أفواج عديدة من الجماهير الجزائرية والتونسية الراغبة فى دعم منتخبها...لكن كان يمكن مثلا أن تقوم الهيئات والمؤسسات الوطنية المصرية:كالجيش والشرطة أوالجامعات مثلا بشراء عدد لا بأس به من التذاكر لانجاح الصورة العامة للبطولة,وفى نفس الوقت للترفيه على أبنائهم...ويبقى نقطة أخيرة تنظيمية بالأساس ,هى اقامة بعض المباريات الساعة الرابعة والنصف...وهو توقيت صعب جدا فى هذا الجو الحار ,كان يمكن أن يستعاض عنه باقامة المباريات:بدءا من السادسة مساءا وحتى العاشرة مساء ,خصوصا وجميع الاستادات مليئة بالتقنيات العالية وبها الأضواء الكاشفة الكافية. قمة النيجر:ولعل الانجاز الثانى الذى يحسب لمصر وقيادتها وشعبها فى الفترة الأخيرة أيضا هو اشتراك الرئيس السيسي مع قادة أفريقيا فى تحرير التجارة الاقليمية خلال قمة "نيامى"بالنيجرالأخيرة واعلان انطلاق "الحلم المنتظر" نحو السوق المشتركة,والتى تضم 1.3 مليار نسمة من خلال 55 دولة ، وتخلق منطقة اقتصادية أو تكتلات تجارية حجمها 3.4 تريليون دولار، وتفتح الباب أمام عهد جديد من التنمية. وقال الرئيس السيسي، الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، بمناسبة افتتاح القمة إن أنظار العالم مسلطة على أفريقيا,وأضاف أن اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية ستعزز موقفنا التفاوضي على الساحة الدولية، وستمثل خطوة مهمة. كما أبرز الرئيس الأهمية البالغة التي تكتسبها قمة نيامي في تاريخ الاتحاد الإفريقي، بما ترمز له من بدء المرحلة التشغيلية للعمل الإفريقي المشترك على مستوى التكامل الاقتصادي والتجاري...وحيث أنه وكما ذكر الخبراء فإن الاتفاقية تتسق مع الأهداف الاستراتيجية لأجندة التنمية فى أفريقيا للعام 2036 ، والتى تستهدف رفع نسبة التجارة الأفريقية البينية,وضمان تنويع الاقتصاديات الأفريقية، وبناء قدرات الدول الأعضاء، فى إطار تصور للتكامل الإقليمي يقوم على اعتبار أن الإنتاج هو محرك التجارة. ولعل انعقاد هذه القمة برئاسة مصرية يدل على تواجد مصر وحضورها المستمر بل ورئاستها للأنشطة الأفريقية فى عام رئاستها للاتحاد الافريقي ,ومن ثم فقد فتحت مصر عهدا جديدا من التنمية والتعاون بين بلدان القارة السمراء، وإن منطقة التجارة الحرة الافريقية ، التي تم الإعلان عن دخولها حيز التنفيذ فى القمة الأفريقية الاستثنائية بنيامى، ستعزز بقوة الاندماج الاقتصادى بين دول الاتحاد وتؤدى لانشاء السوق الأفريقية المشتركة,وزما تمثلة من علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي للقارة، وهو ما يمهد الطريق إلى اندماج القارة في مؤسسات وآليات الاقتصاد العالمي. يذكر أنه يوجد في أفريقيا خليط من المناطق التجارية المتنافسة والمتداخلة، وهي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في الغرب، ومجموعة شرق أفريقيا (ايك) في الشرق، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) في الجنوب، والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) في الشرق والجنوب,وحيث ستواصل تلك التكتلات الاقتصادية الإقليمية المعاملات التجارية فيما بينها كما هو الحال الآن. ولكن دور منطقة التجارة الحرة يتمثل في تحرير التجارة بين الدول الأعضاء بها والتي لا تنتمي لنفس الكتلة الاقتصادية,كما أنه من المنتظر بحث قضايا أخرى تتعلق بجواز السفر الموحد وإنشاء سوق جوية مشتركة.وحيث يشار الى ان حجم التجارة بين البلدان الإفريقية يمثل 17% فقط من حجم التجارة الإفريقية الكلية، و يتوقع الاتحاد الإفريقي أن يحقق مشروع المنطقة الحرة زيادة في الحركة التجارية بين دول القارة بنسبة تصل إلى 60% بحلول عام 2022,خاصة بعد توقيع 27 دولة من دول الاتحاد من بين 55 دولة،وما يمثله ذلك :بأنه حدثا تاريخيا يشهده الاتحاد الأفريقي ويمثل خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري,ويعد بمثابة طوق نجاة لأفريقيا...ويعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مجموع دولها...ويدعم فرص التجارة والاستثمار المصرية لأفريقيا. المشاركة فى قمة مجموعة العشرين باليابان:استهل الرئيس السيسى نشاطه الشهر الحالى بالمشاركة فى تحقيق انجاز دبلوماسى وشعبى رفيع يتمثل فى حضور قمة مجموعة العشرين، التى انطلقت بمدينة (أوساكا) اليابانية، وفى إطارها شارك فى فعاليات اليوم الافتتاحى للقمة بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، كما شارك فى قمة أفريقية تنسيقية مصغرة، جاءت فى إطار جهود توحيد الأصوات الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التى تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وشارك أيضا فى القمة الصينية الأفريقية المصغرة.كما شارك فى جلسة تمكين المرأة وعدم المساواة، وألقى كلمة طرح خلالها المحاور الرئيسية التى تعمل من خلالها مصر فى مجالى معالجة عدم المساواة وتمكين المرأة. وألقى الرئيس السيسى كلمة أمام قمة مجموعة العشرين بأوساكا، أشاد خلالها بجهود الرئاسة اليابانية لمجموعة العشرين والتى اختارت موضوعات جديدة لتحظى بالأولوية، لاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد العالمى والاستفادة من فرص التجارة والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا البازغة، فضلًا عن البنية التحتية وتغير المناخ، إضافةً للقضايا الاجتماعية من تمكين للمرأة والصحة العامة والعدالة الاجتماعية. وأوضح الرئيس أن المجتمع الدولى يواجه تحديات متعددة ، تتعاظم جسامتها بشكل خاص فى الإطار الإفريقي، ومنها تحقيق السلم والأمن، والقضاء على الفقر، ومكافحة الأمراض، ومواجهة تغير المناخ، والتصدى للهجرة غير الشرعية وغيرها، وقال إن مشاركة مصر فى هذه القمة تجسد أهمية الاستماع إلى صوت قارتنا، وتوفر فرصة لاستعراض رؤيتنا تجاه مجموعة العشرين وتفاعلنا معها. وأكد الرئيس المسئولية الجماعية فى مكافحة الإرهاب والتصدى للفكر المتطرف، خاصةً فى الدول التى كانت تعانى من نزاعات مطولة، كما أكد العلاقة المتلازمة بين الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة،مع الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية. والتقى الرئيس السيسى مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات فى اليابان:والتقى الرئيس السيسى إيشيرو كاشيتاني، رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا تسوشو، والتى تعد الذراع التجارى لمجموعة تويوتا إحدى أكبر الشركات اليابانية على مستوى العالم,وأكد الرئيس أهمية اليابان كشريك استراتيجى لمصر، كما أكد امتلاك مصر الإمكانات اللازمة لأن تمثل محورًا هامًا لكافة الصناعات اليابانية المشهود لها بالكفاءة، وأن تكون نقطة انطلاق لها إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. ووفقًا لتقرير أعدته "الهيئة العامة للاستعلامات" عن نتائج زيارة الرئيس لليابان ومشاركته في قمة مجموعة العشرين، فقد شهدت زيارة الرئيس نشاطا مكثفًا رفيع المستوى، داخل جلسات القمة ، وخلال لقاءات قمة جماعية وثنائية شملت (8) من زعماء عدد من أهم وأكبر دول العالم، فضلًا عن لقاءت مثمرة مع (4) من كبار المسئولين الدوليين، وقد حققت هذه اللقاءات نتائج مهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لصالح كل من مصر وإفريقيا والسلام في المنطقة,وشارك الرئيس السيسي في (4) جلسات لقمة مجموعة العشرين، بدأت بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمي، وأعقبتها جلسة العمل الثانية حول "الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي"، حيث عرض الرئيس أمام قادة (37) دولة حضروا القمة إلى جانب كبار المسئولين الدوليين،الرؤية المصرية فيما يخص الشراكة بين الجانبين والتحديات الحالية، مؤكدًا المسئولية الجماعية في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، وطالب بحق إفريقيا في شراكة اقتصادية عادلة، مؤكدًا أن القارة الإفريقية مؤهلة لنقل التكنولوجيا واستقبال الاستثمارات خاصة في مجال البنية التحتية. ولقد اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها باصدار بيان مشترك يدعو لخلق بيئة حرة ونزيهة وغير تمييزية وشفافة وقابلة للتنبؤ بها ومستقرة في قطاعي الاستثمار والتجارة ولإبقاء أسواقنا مفتوحة".وأن التجارة الدولية والاستثمار "محركات مهمة للنمو والإنتاجية والابتكار وخلق فرص العمل والتنمية".. وقد تم الاتفاق على أن تستضيف السعودية القمة المقبلة لمجموعة العشرين في نوفمبر 2020.
مشاركة :