استحوذت مهام معلمي المدارس الابتدائية على اهتمام كثير من المختصين النفسيين، نظرًا لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، واصفينهم بالبنائين الذين يضعون حجر الأساس لجيل المستقبل، مشيرين إلى أن تأثيرهم يمتد لسنوات طويلة في حياة طلابهم، لذا حرصوا على طرح العديد من المقترحات التي تساعدهم على أداء وظيفتهم بكل يسر وسهولة. في البداية طالب الدكتور محمد عبدالعزيز أستاذ علم نفس واجتماع بكلية المعلمين بأبها بمنح المعلم إجازة مدتها فصل دراسي كامل كل 4 سنوات، ومساعدة الجهات المختصة له في السفر إلى الأماكن التي يرغب في زيارتها لتجديد نشاطه النفسي والجسدي والعلمي، مرجعًا ذلك إلى أن مهنته تجعله الأكثر اقترابًا في المتاعب العقلية والنفسية. خبرة طويلة أما الدكتور غيثان بن علي الجريس تخصص التاريخ بجامعة الملك خالد بأبها فشدد على أهمية أن يكون معلم المرحلة الابتدائية من أصحاب الخبرة الطويلة وعلى درجة عالية من العلم باعتباره يقوم بدور الوالد بالنسبة للطفل في المدرسة. وقال: «نأسف عندما نسمع أن عقوبة المدرسين في المراحل الثانوية والمتوسطة هي النقل إلى المرحلة الابتدائية وهذا يؤثر سلبًا على مستوى الطفل في هذه المرحلة». تشكيل النشء فيما أشار الدكتور عبدالرحمن علي جامعة الملك خالد تخصص تربية وعلم نفس، إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن اضطراب علاقة الطفل بالمعلم لها تأثيرات غاية في الأهمية فقد يشعر التلميذ بعدم الثقة وعدم التقبيل الاجتماعي من جراء قسوة المعلم أو تحقيره له أو إهانته أو مقارنته غير العادلة بين التلاميذ. وتابع: «لذلك تبرز أهمية معلم المرحلة الابتدائية ودوره في تكوين شخصية النشء ومن ثم يجب على معلم هذه المرحلة أن يوجه ويعالج ويعلم وقبل ذلك يجب أن يعد إعدادًا جيدًا». وقال: «إن المعلم الذي لا يجدد نفسه عن طريق القراءة وشهود الندوات والمؤتمرات والاتصال الوثيق بالزملاء والمجتمع لا يلبث أن يسأم عمله ويصاب بالإجهاد في الأداء ويؤدي ذلك إلى الفشل». فيما كشف الدكتور عبدالهادي عبدالسلام أخصائي الأمراض النفسية والعصبية أن معلمي الابتدائية يتأثرون بالصدق والتلقائية التي يتعامل بها الأطفال، مضيفا: إنه في المقابل قد تحدث تأثيرات سلبية ومنها الفوقية في التعامل بين المعلمين والطلاب، مبينًا أن بعض المعلمين قد يكونوا من ذوى الشخصية الوسواسية أو الانعزالية. التأثير سلبًا وأضاف: «إن التأثيرات التي يتأثر بها معلم المرحلة الابتدائية نتيجة لاحتكاكه بالأطفال قد تنعكس عليه سلبًا»، مضيفًا: إن المعلم يستطيع أن يكون مثالاً طيبًا إذا اعتبر نفسه رجل تربية وله دور في تنشأة جيل جديد وإذا لم يعتبر نفسه هكذا سيشعر بالملل والضيق»، مطالبًا بضرورة إيجاد دورات تدريبية وتثقيفيه ومعرفية للمعلم. من جهته، أشار المعلم محمد عبدالله العلياني معلم اجتماعيات بمدرسة عبدالله بن مسعود إلى أن المعلم يؤدي رسالة هامة وعليه ان يتحمل الصعوبات التي يوجهها بالصبر، قائلا: «الحمد لله نحن نعيش في بلد كرمه الله تعالى إذ كانت المصدر الأول للعمل والمعرفة وكذلك منّ الله علينا بحكومة رشيدة تقدر العلم وأهله وتنفق الكثير في نشره وتطويره وتحديث أساليبه وبمقارنة وضع التعليم حاليًا وما كان عليه قبل 30 عامًا نجد فرقًا واضحًا». فكر متجدد فيما طالب المعلم أحمد آل درهم معلم لغة عربية رفقاء المهنة بالتحلي ببعض الصفات والسلوكيات الخاصة، مشيرًا إلى أن المعلم يمثل فكرًا متجددًا وسلوكًا متطورًا دائمًا وهذا التطور والتغيير يكون دائمًا في اتجاه إيجابي لأنه والد قبل أن يكون معلمًا. وأضاف: «يستطيع المعلم الوالد أن يتغلب على الصراعات، خاصة أن هذه الأجيال سوف تعيش المستقبل وسيفخر بهذه الأجيال عندما يراها تبنى مستقبل الوطن». مهنة الأنبياء ويقول المعلم يحيى صالح البشري حاثًا زملاءه على البحث عن الجديد والاطلاع المستمر على اساليب التعليم الحديث والقراءة الدائمة وحضور الدورات لصقل المعلومات وكذلك الاستعانة بخبرات القدامى. وأشاد بمهنة التدريس ووصفها بأنها من أنبل المهن فهي مهنة الأنبياء والرسل وقال: إنها ليست مهنة الخمول والكسل والحياة المكرة، وبالإخلاص لها تصبح مهنة الابتكار والتجديد والإبداع ولذلك يجب أن تتوفر في المدرس صفة حب العمل والإيمان الكامل برسالة المدرس. الدائرة الاعتيادية ونصح عبدالرحمن بن بشاشة -مرشد طلابي- معلمي الابتدائية بالخروج من دائرة الاعتيادية من خلال القراءة والاطلاع وتدريسه المادة العلمية باعتبارها رسالة يجب أن يعطيها للتلاميذ بكل الطرق الممكنة.
مشاركة :