الكلمة والبندقية | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 4/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي يحارب فيه أبطالنا في الجبهة لحماية حدودنا الوطنية واستعادة الأمن في منطقتنا، هناك حروب أخرى لا تقل شراسة يشنها البعض في الداخل من خلال تراشق غير مسؤول يحمل تصنيفات فكرية ودينية مُصطنعة تؤجج أطراف الأمة وتحرك مستنقع الكراهية والتشوية والإقصاء.. وهي حروب تُهدد بتفتيت الجبهة الداخلية وتعرض الوحدة الوطنية للخطر. *** وتجاوزًا عن تعريف الوحدة الوطنية يرى ميكافيلي أن الحاكم هو محور الوحدة الوطنية في الدولة، وإذعان المحكومين لهذا الحاكم وخشيته من ضرورات هذه الوحدة. بينما رأى أبو حامد الغزالي أن الوحدة الوطنية تتحقق من خلال الحاكم (الإمام)، لأنه هو أساس وحدة الأمة، وأنه محور اتفاق الإدارات المتناقضة، والشهوات المتباينة المتنافرة من خلال جمعه لها حول رأي واحد، بسبب مهابته وشدته وتأييد الأمة له. *** ولقد أدرك خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه للأمة في العاشر من مارس ٢٠١٥ الماضي، ضرورة صيانة الوحدة الوطنية، وأكد عليها بتأكيده على التالي: الحرص على التَّصدي لأسباب الاختلاف، ودواعي الفُرقة، القضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع، بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات. دور الإعلام في دعم هذه الجهود، وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق، وعدم إثارة ما يدعو إلى الفُرقة، أو التنافر، بين مكونات المجتمع، وتقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية. *** وهكذا استشرف سلمان من خلال رؤية وطنية ثاقبة أهمية الوحدة الوطنية، وخطر الفُرقة والانقسام والاختلاف، على أمن الوطن وتماسكه.. فلا مكان لدعاة التفرقة بالكلمة أو البندقية! #نافذة: (حديث الملك سلمان وثيقة تنطلق من مضامين «الوحدة الوطنية» ووفق مفهوم الدولة وأجهزتها التي تعمل على الارتقاء بالمواطن ومواكبة المراحل واستنهاض قدراتها). nafezah@yahoo.com

مشاركة :