قال الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يعمل على غرس القيم والمبادئ نظريًا فقط، ولكنه كان قدوة ومثلًا في كل شيء، قال تعالى: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب: 21).وأضاف «الأزهر» عبر صفحته بـ«فيسبوك» أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يؤثِّر في الآخرين بأقواله وأفعاله من خلال تواضعه وحلمه، ورحمته وصبره، منوهًا بأنه في غزوة الأحزاب كان يشاركهم -صلى الله عليه وسلم- العمل بنفسه، ويرفع من معنويَّات جنوده، بل ويُدخل السرور عليهم، ويبشّرهم بالنَّصر.واستدل بما روى عَنِ الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ -رضي الله عنه- قال: أَمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، قال: وَعُرِضَ لنا صَخْرَةٌ في مَكَانٍ مِنَ الْخَنْدَقِ لاَ تَأْخُذُ فيها الْمَعَاوِلُ، قال: فَشَكَوْهَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عَوْفٌ: وَأَحْسِبُهُ قال: وَضَعَ ثَوْبَهُ ثُمَّ هَبَطَ إلى الصَّخْرَةِ فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فقال»: بِاسْمِ الله«، فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ وقال: «الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، والله إني لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ من مكاني هذا». ثُمَّ قال:«بِاسْمِ الله«، وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرت ثُلُثَ الْحَجَرِ فقال:« الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، والله إني لأُبْصِرُ الْمَدائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الأَبْيَضَ من مكاني هذا». ثُمَّ قال:«بِاسْمِ الله»، وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فقال: «الله أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، والله إني لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ من مكاني هذا». وأوضح: فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه -رضي الله عنهم- بما سيفتح الله تعالى عليهم، ثقة بما عند الله، وتقوية لعزائمهم، وصدق الله: «وَإنْ تُطيعُوهُ تَهْتَدوا» (النور: 54)، وقال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء:107).
مشاركة :