هل تغذي سياسة ترامب المعادية للمهاجرين جرائم الكراهية

  • 8/5/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قُتل تسعة أشخاص جراء إطلاق نار في دايتون بولاية أوهايو الأميركية (شمال غرب الولايات المتحدة) وفق ما أعلنته الشرطة في وقت مبكر الأحد، بعد أقلّ من 24 ساعة من عملية إطلاق نار في تكساس (جنوب) أسفرت عن عشرين قتيلا، فيما تظاهر المئات أمام البيت الأبيض للمطالبة بتشديد قوانين حمل السلاح. وكتبت الشرطة على تويتر أن “مطلق النار قُتل. هناك تسعة قتلى أيضا. ونُقل 16 شخصا على الأقل إلى المستشفيات مصابين بجروح”. وحصل إطلاق النار بعيد الساعة الواحدة فجرا في حي أوريغون المكتظ بالحانات والملاهي الليلية، حسبما قال ضابط في الشرطة المحلية مات كاربر للصحافة. وأوضح كاربر أن “مطلق النار قُتل متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الشرطة التي كانت تردّ” على مصدر النيران مشيرا إلى أنه لم يصب أي شرطي بجروح. وأضاف أن المشتبه به فتح النار في الشارع مستخدما “بندقية وعدة مخازن” ذخيرة. وتابع “لحسن الحظ، كان لدينا العديد من عناصر الشرطة في الحي عندما بدأت العملية، لذلك كانت هناك حلقة قصيرة جدا من العنف، كنا محظوظين للغاية”. 33 ألف شخص على الأقل يقتلون بطلق ناري كل عام في الولايات المتحدة واعتبر قائلا “إنه حادث مأساوي جدا وسنقوم بكل ما بوسعنا لمحاولة تحديد دوافع” مطلق النار. وأضاف “بالطبع، سنستجوب عددا كبيرا من الشهود بالإضافة إلى شرطيين لتحديد أي متورطين”. وصباح السبت، أطلق باتريك كروزيوس في مركز تجاري بمدينة إل باسو في تكساس النار ما أسفر عن مقتل عشرين شخصا قدموا للتسوّق. وخضع للاستجواب وقد وضعته الشرطة قيد التوقيف. وتشتبه الشرطة في أن تكون العملية جريمة ذات طابع عنصري. وأظهرت صور من الحساب، الذي تم إغلاقه عقب الهجوم، امتلاك كروزيوس (21 عاما) بنادق مجهزة. وكتب على الحساب نفسه، إن “هذا الهجوم ردا على غزو الهاسبينك (الناطقين باللغة الإسبانية) لولاية تكساس”. واختار منفذ الهجوم مدينة “إل باسو”، التي تبعد 650 ميلا عن بلدته، لأنها تعج بالمهاجرين من أصول لاتينية، خاصة من المكسيك. وفي بيان طويل نشره القاتل على الإنترنت قبل ارتكاب الجريمة، قال إن “ارتكابه الهجوم سيأتي ردا على غزو المتحدثين باللغة الإسبانية لولاية تكساس”. ذ وعبّر عن قلقه من تزايد نفوذ ذوي الأصول الإسبانية بالولايات المتحدة، قائلا “إنهم سينتزعون السلطة من الحكومة المحلية، ومن حكومة ولاية تكساس الحبيبة، لتغيير سياستها، بحيث تناسب احتياجاتهم”. وأوضح في ذات البيان، أنه “يتعاطف مع منفذ هجوم كرايست تشرش الذي وقع في مسجدين بنيوزيلاندا، أوائل العام الجاري، وراح ضحيته 51 شخصا، وجرح خلاله العشرات، ونفذ من قبل الأسترالي برانتون تارانت الحامل لفكرة تفوق العرق الأبيض”. ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي -التي أغلقت لاحقا- تظهر آراءه المتطرفة واليمينية المعادية للأجانب بشكل عام، والمهاجرين بشكل خاص. وفي تعليق له على “مجزرة” تكساس، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة يواسي فيها عائلات الضحايا باسمه واسم السيدة الأولى ميلانيا ترامب. وجاء في تغريدة ترامب “ميلانيا وأنا نرسل صلواتنا ودعواتنا القلبية إلى أهلنا في تكساس” وفي تغريدة أخرى كتب ترامب “لم يكن إطلاق النار اليوم في إل باسو بتكساس مأساويا فحسب، بل كان عملا جبانا”، مضيفا “لا توجد أسباب أو أعذار تبرر قتل الأبرياء”.وكشف حساب على موقع تويتر منسوب لـمنفذ هجوم مدينة إل باسو في ولاية تكساس، دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومذبحة نيوزيلندا. وأظهرت صور من الحساب، الذي تم إغلاقه عقب الهجوم، وضع كروزيوس بنادق مرتبة بطريقة تكون اسم ترامب. ويعيد اليوم الدامي الذي شهدته الولايات المتحدة الجدل القائم حول تشديد حمل السلاح في البلاد. ويعتبر ترامب من كبار مؤيدي التعديل الثاني في الدستور الأميركي الذي يضمن الحق في حيازة وحمل أسلحة، غير أنه أيد مؤخرا تبني تشريعات توسع نطاق عمليات التحقيق في خلفيات الراغبين في شراء أسلحة نارية، وحظر أجهزة تحول الأسلحة النارية المشروعة إلى بنادق شبه أوتوماتيكية. والولايات المتحدة هي الدولة المتطورة الوحيدة في العالم التي تشهد حوادث إطلاق نار مروعة بمعدل حادثة أسبوعيا تقريبا، بحسب مجموعة ناشطة تسعى لتشديد القيود على حمل السلاح تدعى “إيفري تاون فور غان سيفتي” (كل بلدة من أجل حمل السلاح بشكل آمن). وبحسب أرقام صحيفة واشنطن بوست، فإن عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة تودي بحياة 33 ألف شخص تقريبا كل عام.

مشاركة :