فَليُسْعِدِ النُّطْقُ؟!

  • 8/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل قول شاعرنا المتنبي: «لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ» ما أعتبره الركيزة لأسلوب في الإدارة أُسميه (الإدارة بالمحبة).. وهو أسلوب يعتمد على إضفاء الود بين فريق العمل الواحد؛ لإزالة ما قد ينشأ من توتر أو سوء فهم يقع حتمًا بين العاملين.. فرئيس أي إدارة، حكومية أو خاصة، مسؤول عن تهيئة البيئة المناسبة للعمل، وسيادة التفاهم بين الموظفين. **** هذا المبدأ «التنظيمي» كنت أمارسه في عملي، وفي طريقة تعاملي مع الموظفين، خاصة صغارهم.. وهو أسلوب أعترف أنه خلق لي الكثير من المشكلات بل والعداوات، لا مع زملائي في العمل، بل مع أترابي من (المديرين).. ومن في زمرتهم.. فهناك أصناف من هؤلاء ممن لا يكتفي بعدم العمل.. ولكنه يحارب من يعمل ويرى فيه (العَدُو المُبِين).. لأنه يكشف عوارهم وتهاونهم وعدم مسؤوليتهم. **** وأمام قلة الحوافز والمكافآت للموظفين بشكل عام، خاصة صغارهم، اعتبرت أن أسلوب «الإدارة بالمحبة» هو الأقرب لكسب قلوب زملاء العمل، وبالتالي تحفيزهم على العطاء.. وقد حرصت أن أكون بينهم، فكنت أقف بين فترة وأخرى خلف شبابيك المراجعين أوقع وأختم وأراجع المعاملات، كي أحفزهم وأرفع من روحهم المعنوية خاصة وأن هذه الفئة من الموظفين هم أقل راتباً ومزايا. **** مشكلة الإدارة في أغلب مؤسساتنا أنها تقوم على الاجتهادات والفهلوة.. وكل مدير يأتي، ولا أستثني نفسي، يعتقد أن من قبله كان على جهالة.. وهي في الواقع مشكلة لا تقتصر علينا.. فمن يتابع على المستوى الدولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يجد أنه في كل قراراته وسياساته يحاول أن يُلغي ويُحطم كل ما بناه سلفه الرئيس باراك أوباما.. وهكذا لا يكون هناك استمرارية في الأسلوب الإداري للمؤسسات، خاصة إذا كان الأسلوب ناجحاً.. فلكي تلغي ما قبل لابد أن يكون البناء الجديد أفضل من السابق وإلَّا فالتغيير هو مجرد عملية عشوائية لا داعي لها. #نافذة: لو التزم كل موظف أيَّاً كان قطاعه بهذه التذْكِيرَاتِ الصويِّغية لما تذمَّر مراجع، ولا تعطلت معاملة، وألغيت من قاموس (مصطلحات عرقلة المراجع) جملة (راجعنا بكرة). شكراً يا دكتور، وليتك تعرض هنا هذا الدليل -إن لم يكن فيه خصوصية تحجبه- ليستفيد منه كل مدير، ويطبقه كلُّ (ممدور) ويلمس أثره كل ذي معاملة مقهور. محمد عثمان

مشاركة :