قبل أيام أطلقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (حَمْلَة شُموخ) التي تستمر لمدة عام في مختلف المناطق؛ وتهدف إلى التوعية بأضرار (جريمة الابتزاز)، والتحذير منها، وبيان سبل الوقاية والعلاج. فالشكر والتقدير للهيئة التي كان وما يزال لها جهودها الكبيرة في إنقاذ الفتيات من الابتزاز لما تحظى به من ثقة، ولخبرتها الكبيرة في هذا الميدان. ولقد أحسنت صنعًا بتدشينها لهذه الحملة بعد أن أصبح (الابتزاز) -وأمسى- بمختلف أنماطه (الأخلاقي والمادي، والانتقامي) ظاهرة تهدد المجتمع السعودي، فبحسب بعض الإحصاءات التي اطلعت عليها هناك (600 بلاغ شهريًا) تختلف خطورتها من بلاغ لآخر، وربما ما يدور في الخفاء أكثر. ولعل من أسباب تفشي حالات (الابتزاز): ضعف الوازع الديني، وتأخر الزواج، والحرمان العاطفي، والمشكلات الزوجية، وغياب الدور التربوي والرقابي للأسرة، والفراغ والبطالة، وكذا ما تبثه بعض القنوات من أفلام ومسلسلات وبرامج تسَوّق بطريقة غير مباشرة لتلك الممارسات، أما أهم العوامل فأراه في انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة وأداة لافتراس النساء، وإن كان الابتزاز قد يصطاد بعض الرجال. ما أتمناه لـ(حملة شموخ) أن تساهم وتشارك فيها جميع المؤسسات الحكومية والمدنية ذات العلاقة كـ(التعليم والشؤون الإسلامية، والإعلام، والشؤون الاجتماعية، ورعاية الشباب وغيرها). أيضًا الأمل والطموح أن تخرج هذه الحملة في رسالتها ووسائلها عن النمطية والأسلوب الوعظي المباشر، بحيث تستخدم الأفلام والعروض والقنوات الإعلامية الحديثة والتقنية الجديدة والتطبيقات الهاتفية والرسائل النصية. وأن تستطيع الوصول للفئات المستهدفة في المنازل والمدارس والجامعات والمنتديات والأسواق والفعاليات والمناشط المختلفة. أخيرًا أجزم أنّ من أهمّ أدوات الحَدّ من الابتزاز وتحجيمه تلك العقوبات الصارمة المعلنة، والتشهير بالمبتزين؛ إذ هو خير رادع!. aaljamili@yahoo.com