رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهم جهودهم الكبيرة في حماية المجتمع وحراسة الفضيلة، لكن الهجوم الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام وبعض كُتّابها له دوره في إبراز بعض السلبيات وتضخيم الأخطاء الفردية، وتناسي الكثير من الإيجابيات، ومما يساعد تلك الممارسات المقصودة ذاك القصور في تعاطي (الهيئة) مع الإعلام الذي أصبح اليوم ليس أداة للتطوير فقط، بل للإصلاح والتغيير، ولم يبقَ سلطة رابعة فقط، بل أصبح سلطة فَاعِلَة وبقوة! فما زالت لغة إعلام الهيئة تقليدية بعيدة عن (الخُبث الإعلامي الحَمِيْد) الذي يقول الحقائق، ولا يكشِف الحقيقة التي لا يسمح إطار القضية بإماطة الّلثَام عنها! وهذا الأسلوب وذلك الخطاب الإعلامي لا يقوم به مشايخ فضلاء، أو أكاديميون بعيدون تمامًا عن اللعبة الإعلامية الحديثة؛ بل يحتاج إلى خبراء ومحترفين وممارسين للعمل الإعلامي بشتى قوالبه وأساليبه! ثم إنّ كثير من القيادات في الهيئة تفتقر إلى دورات تخصصية في التعامل مع وسائل الإعلام، فليس كُلّ ما يُعرف يُقال، وما يُقَال هناك التوقيت المناسب والقالب البديع للنّطق به! أيضًا تواصل (الهيئة) مع المجتمع ومشاركتها في الفعاليات منذ سنوات لا يخرج عن محطة عرض وسائل السّحر، وبعض الملبوسات والمطبوعات المخالفة، وتلك المشاركات النمطية قد تجاوزها المجتمع. واليوم مع قدوم الرئيس العام الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السّنَد وهو المدرك لأهمية (الإعلام) ودوره، هناك تفاؤلٌ بقدرة معاليه على صناعة واقع إعلامي مثالي للهيئة من خلال إستراتيجية واضحة المعالم وممنهجة للاقتراب أكثر من الناس بالدعوة والأمر بالخير، قبل سياسة النهي والزّجر، وكذا استثمار وسائل الإعلام المختلفة وبرامج التواصل الحديثة في الاقتراب أكثر من أفراد المجتمع على اختلاف شرائحه واتجاهاته! أخيرًا من المقترحات السريعة في هذا الميدان (عَقْد ورش عمل مع خبراء إعلام لرسم سياسات واضحة، وكذا رعاية ملاحق في الصحف وبرامج في القنوات الفضائية والإذاعية لإيصال الرسالة وإظهار الصورة المشرقة للهيئة، وإقامة دورات لمنسوبيها في مهارات التعامل مع وسائل الإعلام). aaljamili@yahoo.com
مشاركة :