أمس تحدثنا عن تعرض هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهجوم إعلامي مختلف الصور من بعض المؤسسات الإعلامية وكُتّابها؛ واليوم إذا كان ذلك الهجوم يحاول هَـزّ ثقة المجتمع بالهيئة؛ فإنّ للقائمين عليها دورهم في تكريس تلك الصورة السلبية! فرغم الاجتهادات ومع أن الكثير من القضايا التي تتعامل معها الهيئة تدور في فَـلك أعراض الناس، فيصعب الكشف عنها!! إلا أنّ هناك قصورا إعلامياً واضحاً في تعاطي (الهيئة) مع الإعلام الذي أصبح اليوم سلطة فَـاعِـلَـة. وأنا هنا أعني (الإعلام) بمفهومه الشامل الخَـبَـرِي التقليدي بمختلف قنواته، أو الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا ذلك الإعلام الذي يقود إلى الاقتراب من الناس. فما زالت لغة إعلام الهيئة تقليدية بعيدة عن (الدهاء الإعلامي ) الذي يقول الحقائق، ولا يكشِـف الحقيقة التي لا يسمح إطار القضية بإماطة الّلـثَـام عنها! وهذا الأسلوب وذلك الخطاب الإعلامي لا يقوم به (مشائخ فضلاء أو أكاديميون) تنظيريون بعيدون تماماً عن الواقع واللعبة الإعلامية الحديثة! بل يحتاج إلى خبراء ومحترفين وممارسين للعمل الإعلامي بشتى قوالبه وأساليبه. ثم إنّ بعض القيادات في الهيئة فقيرة إلى دورات تخصصية في التعامل مع وسائل الإعلام، فليس كُـلّ ما يعرف يقال، وما يُـقَـال هناك التوقيت المناسب والقالب البديع للنّطق به! أيضاً تواصل (الهيئة) مع المجتمع ومشاركتها في الفعاليات منذ سنوات لا يخرج عن محطة عرض وسائل السّـحر، وبعض الملبوسات والمطبوعات المخالفة! فالمجتمع تجاوز تلك المشاركات النمطية، ولذا فعلى مسئولي الهيئة تجديد الأدوات ومخاطبة المجتمع بلغة عصره وتقنياته، والاقتراب منه أكثر عبر التركيز على جانب التوعية، واستغلال المواسم والتجمعات في الوصول لأفراد المجتمع. وأخيراً هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستبقى بإذن الله تعالى صَـمّـام أمان للمجتمع، ورجالها حُـرّاس الفضيلة رغم أنف الحاقدين!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain