لن أحكم مُـسبَـقَـاً ببراءة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتهمين في حادثة الرياض الأخيرة، فهم بَـشَـر، وليسوا ملائكة، وقد اخطأوا سابقاً، وربما يخطئون لاحقاً في أحداث فردية! ولكن بالتأكيد لن أُصْـدِرَ الحُـكْـمَ القَـطْـعِـي بتجريمهم وتجريدهم من إنسانيتهم، ومهاجمة مؤسستهم قبل ظهور نتائج التحقيقات، كما فَـعَـلت بعض وسائل الإعلام وكُـتّـابها عبر الكثير من التحقيقات والعشرات من المقالات اليومية، فهذا والله بهتان عظيم وظُـلم بَـيّـن، فالمتهم بريء حتى تَـثبت إدانته كما تقول القاعدة القانونية. ثمّ إن الماضي والحاضر شاهدان على قضايا عديدة هَـاجَـمَ فيها إعلام وكُـتّـاب (الهيئة ومنسوبيها)، وحكموا بأنهم مذنبون، لتُـعْـلِـنَ التحقيقات والقضاء العادل براءتهم! وهنا أذكر مشَـهَـد (شَـابـين) من منسوبي هيئة المدينة رأيتهما يؤديان اختبارات القياس قبل سنوات،والأَرْجُـلُ منهما مُـقَـيّـدَة بالأصفاد، وملامحهما البريئة تَـنْـزِف حُـزْنَـاً وأَلَـمَـاً ! فالمسكينان تمّ توقيفهما عَـقِـب ما عُـرِف يومها بحادثة (حَـيّ الخليل) في المدينة المنورة تلك التي نَـجَـمَ عنها حَـادث سيارة مات فيه أربعة أشخاص - رحمهم الله -، فحينها شُـنّـت حَـرْبٌ إعلامية شَـرِسَـة على الهيئة، وحُـكِـمَ على دَوْريتها بالذّنب المشهود؛ لِـتَـتّـضِـح بعد ذلك بحكم قضائي براءة رجلَـي الهيئة الشّـابَـيْـن، ولكن بعد ماذا؟ ولِمـاذا؟! الشواهد كثيرة، وكلها تؤكّـد بأنّ هناك (فَـرِيـقاً) يمارس مع سَـبـق الإصرار والتّـرَصّـد محاولة تشويه جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهَـدم بنائه؛ وأدواته في ذلك تكبير الأخطاء الفردية، وتهييج المجتمع أو طائفة منه، ومحاولة توسيع الفجوة بينه وبين تلك المؤسسة. فالهيئة كأيِّ جَـهَـاز خَـدمي له ارتباط بالجمهور على اختلاف مستوياته وثقافته عُـرضة لخطأ فردي هنا أو هناك. لكن تلك الزّلات يتِـمّ النفخ فيها صباح مساء، بينما هناك كوارث تقع من مؤسسات أخرى نصيبها التجاهل أو المرور عليها مرور الكرام. فأين الإنصاف؟ وأين العَـدل الإعلامي في الحكم على عموم العطاء؛ فلو كان هناك قياس أداء للجهات الميدانية لكان للهيئة الرّيادة والأرقام القياسية في خدمة المجتمع، وحمايته من التّـحرش والابتزاز، والمخدرات، والممارسات غير الأخلاقية الأخرى! لا تذهبوا بعيداً؛ فغداً الحديث عن دور بعض مسئولي (الهيئة) في تكريس الصورة السلبية عنها! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :