اتجهت بوصلة الاستثمارات العالمية، أمس، إلى الملاذات الآمنة من الذهب والسندات الحكومية في ظل غياب أي مؤشرات على تراجع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتباطؤ النمو العالمي، مما حفز إقبال المستثمرين على هذه الأصول الآمنة، وبيع الأصول العالية المخاطر. قفزت أسعار الذهب أكثر من اثنين في المئة أثناء التعاملات، أمس، متجاوزة حاجز 1500 دولار للمرة الأولى في أكثر من ست سنوات. وحذت الفضة حذو الذهب لتخترق مستوى 17 دولاراً للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى في أكثر من عام. وقفز الذهب في المعاملات الفورية 2.5% إلى 1509.80 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2013. وصعدت العقود الأميركية للذهب 2.3 % إلى 1518.3 دولار للأوقية. وبلغت مكاسب الذهب حوالي 20% منذ أن هوت إلى أدنى مستوى لها هذا العام عند 1265.85 دولار في مايو. وقفزت الفضة في المعاملات الفورية 3.9% إلى 17.10 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ يونيو 2018. كما استمر ارتفاع الين مقابل الدولار، لتظل العملة اليابانية قرب أعلى مستوى في سبعة أشهر والذي سجلته في الجلسة السابقة. ويُنظر إلى الين عادة باعتباره ملاذاً آمناً خلال أوقات اضطراب السوق، وزادت العملة اليابانية في الجلسات الماضية مع تصاعد الحرب التجارية. وتصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم على نحو سريع خلال الأيام الماضية عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية على واردات صينية. وردت الصين يوم الاثنين بالسماح لعملتها بالتراجع إلى أقل من سبعة يوانات للدولار وهو مستوى مهم من الناحية المعنوية مما دفع واشنطن إلى تصنيف بكين متلاعباً بالعملة. في الوقت نفسه، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو إن إدارة ترامب تريد مواصلة المحادثات التجارية مع الصين ولا تزال تخطط لاستضافة وفد صيني لإجراء محادثات في سبتمبر. ولكن بنك جولدمان ساكس قال إنه لم يعد يتوقع إبرام اتفاق تجاري قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر عام 2020، بينما حذر بنك مورجان ستانلي من أن تبادل فرض الرسوم الجمركية بين البلدين قد يزج بالاقتصاد العالمي في حالة ركود بحلول منتصف العام المقبل. وفي سوق الأسهم، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً أمس، في الوقت الذي يحفز فيه ارتفاع الين والمخاوف من نشوب حرب عملات عالمية، المستثمرين على بيع الأصول العالية المخاطر، على الرغم من أن بعض نتائج الأعمال الإيجابية للشركات كبحت الخسائر. ونزل المؤشر نيكي 0.33% ليغلق عند 20516.56 نقطة. وفتحت الأسهم الأميركية على انخفاض، مع سعي المستثمرين لشراء أصول الملاذ الآمن. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 215.30 نقطة أو 0.83% إلى 25814.22 نقطة. وفي سوق الصرف، تراجع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي إلى أدنى مستوى في عدة سنوات، بعدما صدم البنك المركزي في نيوزيلندا الأسواق ولمح إلى احتمال خفض سعر الفائدة إلى ما دون الصفر مما دفع أصول الملاذ الآمن للصعود. كما أعلن البنك المركزي في كل من الهند وتايلاند خفض أسعار الفائدة في محاولة لتحفيز النمو. وصعد الين، المرتفع بالفعل مقابل الدولار، مقابل معظم العملات بعدما حفز موقف المركزي النيوزيلندي غير المتوقع والذي يميل إلى التيسير النقدي تداولات عازفة عن المخاطرة. وجرى تداول اليوان الصيني أعلى من مستواه المتدني القياسي، لكنه لا يزال أضعف مقابل الدولار الأميركي في مؤشر على احتمال حدوث المزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والصين. وتراجع الدولار الأسترالي 1.1% إلى 0.6677 دولار أميركي، وهو مستوى غير مشهود منذ مطلع عام 2009. وانخفض الدولار النيوزيلندي مقابل الين الياباني 2.3% وسجل خلال الجلسة تراجعاً لأدنى مستوى منذ نهاية عام 2012.
مشاركة :