بعد أن حدثتكم عن أحوال الإنسان مع (الشيطان الكبير)، وأخويه (الاوسط والصغير) في الحج، وما وقع من الطرائف في ذلك الزمان وسالف العصر والأوان، أعادتني صورة حديثة من حج هذا العام التقطت لحاج تسوّر حائط الجمرات، حاملًا عصاه يريد أن يصفي حسابًا قديما أو حديثا بينه وبين من كان سببًا في تطليق زوجته! لا تحدثوني عن فارق الوقت واختلاف الزمان في حكايات الإنسان مع الشيطان حتى لو كان الأخير رمزًا.. لاتزال الأيام تأتي (بالعجيب والغريب)، الذي تغص به الصحف ووكالات الأنباء.. وكما قيل انتظر رجبًا ترى عجبًا ياولدي! وأورد لكم هنا طرفة قرأتها في أحد المنتديات ولو علمت براويها لذكرت اسمه يقول: "حدثني من أثق به أنه من شدة الزحام والتدافع عند رمي الجمار رأى حاجا كاد يسقط من أعلى الجسر، ولكنه تمسك بالحديد بقوّة، فسقطت ثياب الإحرام عنه، وكان هذا الحاج ضخم الجسم، فلما رآه بعضالجهلة، ظنه الشيطان قد خرج، فصار يهتف بحماس: خرج الشيطان.. ظهر الشيطان! وأخذ يسدد الجمرات يريد أن يصيب هذا المسكين، وبدأ الجهلة يرجمون هذا المسكين بالحصى والنعال، حتى أدركته سيارة الإسعاف وهو على وشك أن يفارق الحياة"! وطرفة أخرى: "كنت أصلي في الحرم المكي، وبسبب الازدحام أراد أحد المعتمرين أن يمرّ من أمامي، فمددت يدي لكي أمنعه فصافحني بحرارة"! وها أنت ترى وتسمع في كل الازمنة والعصور أحوال الإنسان مع الشيطان، فيها ما يضحك حد البكاء. وساوس وظنون ومعارك، فيها كر وفر، ستظل باقية إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ويحكم بين الخلائق من شياطين الإنس والجن!
مشاركة :