الشيطان الكبير.! - يحيى باجنيد

  • 10/11/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أستدعي ذاكرة طفولة (الحاج يحيى).. متعة لا يمكن وصفها.. مشاعر هي خليط من فرح طفولي، وأفكار بعضها مشّي حالك.. وبعضها من فوق العارضة وأكثر أهدافها (تسلل).! هذه مدن مختلفة .. ومميزة .. ومبهجة ، كلها أبيض في أبيض.. كل ما حولك قماش .. الناس يرتدون نسيج القماش.. ويسكنون القماش.. وينامون على قماش الطراريح.. سيارات حمّالي (لواري) عنتر ناش .. و(أبلكاش) وخلافه .! أفكّر ببراءة الصغير ، في أمور (كبيرة)، أهمها هذه الأحجار (الصغيرة)، التي نرمي بها الشيطان الرجيم.. أسأل عقلي الصغير: لماذا هي صغيرة .. ألا يستحق الشيطان عقوبة أشد بحجر أكبر؟! كانوا يسمون الجمرات الثلاث : الشيطان الكبير والشيطان (الوسطاني) والشيطان الصغير.. يقول لي عقلي الصغير ما داموا ثلاثة يا يحيى فلماذا لا نضرب الصغير بحجر صغير (على قده).. والأوسط بحجر متوسط .. والكبير بحجر كبير، حتى يعرف هو وأخواه أن الله حق ؟! إنه يستحق عقوبة أشد حجارة كبيرة وهذا مع الرأفة .! أليس هو الذي جعل جارنا عم عبدالحفيظ يطلّق زوجته حفيظة .. وشرّد الاولاد وجاب لهم (مرة ابو) تطلّع البلا على جتتهم وتوريهم نجوم الظهر ؟! يقول يحيى (الصغير) : ما دام هذا الشيطان فعل ذلك وفعل أشياء أخرى، فهو يستحق الحجر الكبير.! هذه (عينة) من أفكار الصغار.. أما ما يتعلق بالمذكور (أقصد الشيطان) فلا أنسى طرفة قالها الراحل أستاذنا الكبير عزيز ضياء وقد سمعتها منه في بداية عهد المؤسسات الصحفية ، أيام كنت محررًا في جريدة البلاد وكان احد كتابها الذين يشار إليهم بالبنان.. كان، يرحمه الله، مسؤولاً عن جمرة العقبة التي كانوا يسمونها الشيطان الكبير في مكتب ملاصق لها.. ويَحكي أن كثيرًا من الحجارة الكبيرة تصل إليهم، يقذف بها الحجاج المتحمسون الشيطان، وغالبًا ما تزيد هذه الحماسة عند بعض (الحاجّات) المطلقات أو المتضررات من أفعال الشيطان فتتجمع في المرمى، أكرمكم الله الاحذية أشكالا وألوانا .. ومن الطريف أن الرسائل والبرقيات، وهذا قول الأستاذ كانت تعنْون بعد اسم الموظف أو قبله ب ( الشيطان الكبير) .! رحمة الله على الاستاذ عزيز فقد كان إضافة إلى قيمته الكبيرة ظريفًا لا يتحرّج بأن يروي طرفه حتى لو تعلقت بشخصه، ولا يهمه ما يمكن أن يتندّر به الناس.! قد اعود إلى بعض ذكريات (الحاج الصغير) إن رغبتم في ذلك .. و كل عام وأنتم بخير.

مشاركة :