استاء الشاعر المعتمد بن عباد، أحد ملوك الطوائف، بعدما تم القضاء على دولته وأصبح وحيدا كسيرا في بلدة "أغمات" بالمغرب.فلما جاء العيد هيج أحزانه، وكتب قائلا: "فيما مضى كنت بالأعياد مسرورًا/ وكان عيدك باللّذات معمورًا / وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ/ فساءك العيد فى أغمات مأسورا".اهتم المعتمد بن عباد كثيراً بالشعر، وكان يقضي الكثير من وقته بمجالسة الشعراء، فظهر في عهده شعراء معروفون مثل أبي بكر بن عمَّار وابن زيدون وابن اللبانة وغيرهم، وقد ازدهرت إشبيلية في عهده، فعُمِّرت وشيدت، وفي خلال فترة حكم المعتمد، حاول ألفونسو السادس ملك قشتالة مهاجمة مملكته، فاستعان بحاكم المرابطين يوسف بن تاشفين، وخاض معه معركة "الزلاقة" التي هزمت بها الجيوش القشتالية. وبعدها شنَّ يوسف بن تاشفين حرباً على المعتمد، فحاصر إشبيلية، وتمكَّن من الاستيلاء عليها وأسر المعتمد، ونفاه إلى مدينة أغمات في المغرب حيث توفّي أسيراً بعد ذلك بأربع سنوات، رغم ذلك، فقد أثار إسقاط يوسف بن تاشفين لإمارة بني عباد الكثير من الجدل بين المؤرّخين قديماً وحديثاً، ووُجِّهت انتقادات كثيرة له لما فعله بالمعتمد.
مشاركة :