انتشرت بعد ثورة 25 يناير نوعية جديدة من الأغاني تُسمى أغانى «المهرجانات»، وهى أغانى يمكن تصنيفها من ضمن الأغاني الشعبية، ويقدمها شباب حققوا شهرة سريعة على الساحة فقد تخطت نسبة مشاهدة بعض هذه المهرجانات على اليوتيوب المليون مشاهدة إلى جانب تشغيلها في وسائل المواصلات والتوك توك والأسواق, على رغم من عدم امتلاك هؤلاء لمؤهلات المطرب أو حتى المؤدى للغناء، سواء في الموهبة أو مساحة الصوت أو حتى الشكل. وسبب تسمية «أغاني مهرجانات» بهذا الاسم هو أنها أغاني تعبر عن حالة المهرجان الغنائي، بسبب إمكانية مشاركة أكثر من شخص فى أغنية واحدة، يرددون وينادون على بعضهم البعض بكلمات مختلفة على نفس الإيقاع الموسيقى , وأسماؤهم كلها مستعارة مثل أوكا وأورتيجا وحاحا وكزبرة وشطا، ورغم أن البعض وصفهم بـ«الظاهرة المؤقتة» فإنهم أصبحوا الآن واقع مؤثر في حياتنا اليومية يؤثر بالسلب على الجيل الصاعد.وقد ساهم التطور التكنولوجي في سهولة صنع المهرجانات فإنها لا تحتاج إلى استوديو للتسجيل ,حيث يتم تسجيلها من خلال برامج شبيهة ببرامج ( اوتوتيون ) الذي يعتبر فلتر ضبط لصوت المطرب عندما يكون هناك أخطاء في بعض الحروف او حدوث نشاذ وهذه البرامج لا تحتاج إلى تكلفة مادية عالية أي انه اصبح بإمكان هؤلاء الأشخاص ان تصنع المهرجانات في منزلها لأنها عبارة عن إيقاع واحد تغني عليه ولا توجد أي جمل لحنية تعبر عن أي شيء خاص بالموسيقى أو الطرب ,حتى اختيارهم للكلمات الغير معبرة عن تراث المجتمع الديني والقيم والأخلاق فهي كلمات مبتذلة دون محتوى هادف بل انهم أحيانا يستخدمون الفاظ تتجاوز كل الخطوط الحمراء التي من المفترض الوقوف أمامها. عبرت هذه المهرجانات عن نسبة كبيرة من الشباب فجمهورها من سن 12 عامًا إلى 35 عامًا طبقًا لثقافتهم والبيئة المحيطة بهم فهي انتشرت في المناطق الشعبية التي تمثل الشريحة الأوسع والأكبر من الشعب المصري الذي يبحث عن الفرح وسط زحام الحياة من خلال الـأغنية التي تدفعه للرقص والهرب من هموم وضغوط الحياة, وأصحبوا يستعينوا بهؤلاء الشباب اشباه المطربين في الافراح والمناسبات. مؤخرا قررت الدولة مواجهة تلك الظاهرة غير الأخلاقية حيث تصدى الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين في أغسطس الجاري لها وأصدر قرار بمنع التعامل مع 16 من هؤلاء الشباب صانعي المهرجانات في مقدمتهم حمو بيكا ومجدي شطا والديزل وكزبرة وجميع الفرق التي تقدم أغاني المهرجانات ومن سيخالف قرار النقابة سيعاقب قانونيًا بالحبس مدة تتراوح من شهر إلى 3 أشهر وغرامة مالية لا تقل عن ألفي جنيه ولا تزيد عن 20 ألف جنيه. في النهاية يبقى الدور الأكبر على جميع الآباء والأمهات بأن لا يسمحوا لأبنائهم بسماع هذه الأغاني رديئة المستوى من أجل حماية الذوق العام, فكيف لمصر صاحبة الريادة في الموسيقى والطرب الأصيل أن يخرج منها هذا الشكل المسيء إلى الحضارة الفنية العريقة التي أخرجت أم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش وغيرهم من علامات زمن الفن الجميل .. معا جميعا ضد هذا العبث الفنى من أجل الارتقاء بالفن لأنه انعكاس للتراث الثقافي وعامل أساسي فى تشكيل وجدان الشعوب.
مشاركة :