دفعتها الإرادة للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما عزيمتها فهي التي ابقتها على هذا الطريق حتى الان .. رفضت ان تمد يدها للغير وفضلت ان تعمل بكد واتقان فرغم ان المرأة تبحث دئما بفطرتها عن انوثتها الكامنة داخلها الا ان هذه السيدة العظيمة قلبت الموازين وأسقطتها رأسًا على عقب ولقنت كل شاب عاطل لا يسعى باحثاُ عن لقمة عيشه او رزقه درسًا قاسيا واخبرت كل رجل تقاعس في عمله بانه اذنب في حق نفسه وحق اسرته.أم مصطفى .. سيدة عظيمة وقوية استطاعت تغيير الواقع بمفردها واخذ اسرتها إلى طريق النور.. امرأة بسيطة وذكية تعلمت بمهارة فن المحارة وترميم البيوت القديمة وبياض الحائط من زوجها فعندما مرض زوجها وأصبح طريح الفراش رفضت ان تتخلى عنه وقررت ان تعمل مكانه رغم من انها مهنه شاقة وصعبه وتحتاج إلى الكثير من الجهد والكفاح.في الصباح الباكر تستيقظ ام مصطفى البالغة من العمر 41 عامًا لتذهب إلى عملها من اجل اسرتها التي تعولها رغم انها مهنة شاقه فتحمل المعدات التي تعمله بها من المسطرين لتقليب المونة وقرطاسية بروة التي تستخدم في تسوية المعجون ورولة للدهان الحائط وفرشاه للدهان أيضا ً وسكينة معجون خلاف ذلك صعودها وهبوطها على السلم الذي تعمل عليه لإنجاز مهامها فهي تتحمل الكثير من الشقاء , وتستطيع ايضًا القيام بأعمال السباكة والكهرباء التي تحتاج إلى مهارة ودقة عالية ولا تغادر مكان عملها إلا إذا تأكدت من انتهاء كافة المهام اليومية التي يجب عليها اداءها على اكمل وجه وتتأكد من رضى الزبون من اعمالها.في المساء عندما تعود ام مصطفى إلى منزلها تخلع ثوب الجدية وترتدي ثوب الحنان باعتبارها أم وزوجه ترعي ابناءها وزوجها فلديها فتاه حاصلة على دبلوم تجارة وولد في الصف الثالث الإعدادي تريد ان يكمل تعليمه حتى تصل به إلى بر الأمان ليحصل على وظيفة أفضل وتريد ايضًا تجهيز ابنتها لتراها عروسة وتوصلها إلى بيت زوجها. سيدة قويه تعتبر أيقونة للتحدي ورمز القوة أثبتت ان المرأة كائن قادر على الكفاح وبناء المجتمع وأثبتت ايضًا اسبقيتها للعمل واستحقت التكريم فهي الام والاخت والزوجة والبنت والصديقة ,فقد خلقَ اللهُ تعالى الذكر والأنثى ليُكمل كلٌّ منهما الآخر، حيثُ وفّر لهما كلّ الأدوات والأساليب الممكنة لإنماء الحياة ونهضتها على الأرض، حيثُ جاءت الأديان السماوية لتُنظِّم علاقاتهما وتدفعهما لبذل أقصى الجهود لتحقيق غاية الله الذي خلق الإنسان لأجلها.ام مصطفى هو نموذج مشرف لكافة أمهات ونساء مصر، وقدوة عظيمة لجميع المصريين في ضوء إعلائها لقيم العمل والعطاء والصبر فكان لزاما علينا ان نكتب عنها حتى يتعرف الجميع على تجربتها التي تتميز بالكفاح والمثابرة والاستفادة مما توفره من مثال مشرف للأمهات المصريات الحريصات على بذل اقصى الجهود من اجل تغيير الواقع إلى مستقبل أكثر اشراقًا لأسرهم.
مشاركة :