الفن قوة ناعمة يمكن من خلاله غزو عقول الشعوب وتحقيق مصالح الأمم فهو سلاح قوى يجب أن تستخدمه بحرص وحذر لأنه عنوان الشعوب فالفن يشكل الوجدان الداخلي ويعبر عن هموم الوطن والتراث الحضاري والأخلاقي.الفن الهابط هو في حقيقة الأمر ليس فنا، أي أنه ليس فنا “حقيقيا” بل هو فن “زائف” والذي روّج له أصحاب الأموال الضخمة وشركات الإنتاج الفني متكئين على الانفلات الفضائي وتناثر المحطات والقنوات الإعلامية ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي الذين سعوا إلى تسويق وترويج هذا الفن على حساب الفن الراقي والطليعي الخلاق النقيض للفن الهابط والزائف, أما الفن الحقيقي هو فن سامي وراقي لأنه ينتسق من حيث الشكل والمضمون مع المعايير الجمالية والقيمة.ففي نهاية الخمسينات أدركت الدولة قيمة الفن لأنه يخاطب عقول الأجيال الحاضرة والقادمة وقد استخدمته الدولة كأداة قوية للتأثير وقت الحرب وقد تحمل الفنانون على عاتقهم مهمة التحفيز وبث الروح الوطنية وتجهيز المواطنين للمعارك والاشادة بانتصارات الجيش ورفع الروح المعنوية للجنود وفي وقت السلم ويصبح هدفهم الأساسي هو نهضة وبناء الوطن ,فكان العندليب هو صوت الثورة المصرية من خلال الأغاني الوطنية التي غناها للوطن وقت الحرب وكوكب الشرق التي كانت لها مساحة خاصة لدى الجيش المصري لأنها كانت تقيم حفلات خيرية لصالح جهود الجيش وتهب أموال الحفلات لمساندة الجيش المصري.أما السينما المصرية الهادفة التي قدمت العديد من الأفلام عميقة الأثر والمحتوى منها الأفلام الوطنية التي يقوم الممثلين بتجسيد أبطال أكتوبر وغيره او أفلام اجتماعية تقدم محتوي هادف غير جارح للحياء ويعبر عن طبقة عريضة من الشعب المصري ويلمس وجدانه.فقد أثرت الدراما المصرية على الوطن العربي بأكمله ففي إحدى زيارات الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن على إلى مصر، قال للرئيس مبارك، إن التونسيين لا يشاهدون نشرة أخبار تلفزيون تونس، فسأله مبارك عن السبب، فأجابه لأنه في نفس الوقت تذاع حلقات درامية مصرية على الفضائية المصرية، وهنا أعطى الرئيس المصري أوامره لوزير الإعلام بتزويد الرئيس التونسي بعدد من أشهر أعمال الدراما المصرية، مثل "ليالي الحلمية و الشهد والدموع ورأفت الهجان والطريق إلى إيلات".وبعد ثورة 25 يناير التي اتى بعدها الانفلات الأمني والأخلاقي وتبعثرت بعدها القيم والعادات والتقاليد وظهرت العديد من الظواهر السلبية وايضًا استخدمت العديد من الألفاظ الخارجة في بعض المشاهد السنيما المصرية وأيضا المشاهد واللقطات الخارجة بحجة عن هذه اللقطات والألفاظ تعبر عن الواقع وهى في الأساس ليس لها علاقة بالواقع وانها تعبر عن نسبة ضئيلة جدًا من الشعب المصري ولكن شركات الإنتاج الهابطة يسعون لنشر هذه اللقطات والألفاظ و الموضوعات او الاشكال الفقيرة بطبيعتها تعتمد الابتذال والفظاظة والذوق السقيم وما إلى ذلك من صفات سلبية تتصف بها إضافة إلى العنصر المبالغة في البهرجة والميوعة الجسدية والعاطفية التي لا تتناسب مع مجتمعنا الشرقي المحافظ.وفي آخر عامين تحديد بدأت الدراما والسينما المصرية تتطور في الأداء التصويري والإبداعي وهناك العديد من الكتاب والمؤلفين والفنانين الصف الأول يحرصون على اختيار الأدوار التي تتناسب مع قيم ومعايير الأخلاق لدى الجمهور وقد حرصوا ايضًا على احترامهم وذلك للحفاظ على مكانتهم في وجدان جمهورهم وترسيخ أدوارهم في تاريخ السينما المصرية والدراما ايضًا لمعرفتهم مدى تأثيرها على المجتمع الحاضر والمستقبل حفظ الله أجيال مصر الصاعدة من شرور من حولها.
مشاركة :