سمر ياقوت تكتب: سارة رجب.. بنت مصر

  • 11/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استعرضت موهبتها الفنية برسمها جداريات تعبر عنها وعن ما يتأثر به المجتمع السكندري فتميزت بلمستها الفنية والإبداعية ومهدت طريقها نحو النجاح بالإصرار والعزيمة وآمنت أن النجاح لا يمكن أبدًا أن يأتي صدفة أو أن يكون دون تخطيطٍ لكلّ خطوة من خطوات الطريق إليه، لذلك كان يجب عليها أن تسعى وتبدأ بكلّ عزيمة وإصرار مرتكزة على فنها وإبداعها. تفاءلت .. فتأملت .. فأبدعت ..فاستطاعت " سارة رجب " صاحبة 22 عامًا طالبة بالفرقة الرابعة ترميم اّثار, عشقت رسم الجداريات التي تعبر من خلالها عن فنها ورسمت العديد منها في شوارع عروس البحر المتوسط. بدأت سارة في إبداعتها الفنية برسمة لفتاة سمراء ذات ملامح نوبية منذ حوالى عامين بمنطقة سان ستيفانو وكانت هي البداية ثم جدارية للفنان الراحل محمد شرف الفنان السكندري الذي سكن قلوب الكثير من المصريين والفنان محمد منير الكينج وغيرها خلال مشوارها حتى وصلت إلى 20 جدارية. في يونيو من العام الجاري قررت سارة أن تهدي لمصر لمحة فنية من تصميمها فقامت برسم 5 جداريات على استاد محافظة الإسكندرية وكانت الرسومات معبرة عن كرة القدم والكاف ومن ضمن هذه الرسومات جدارية لمحمد صلاح " فخر العرب " وقالت سارة انها تعشق اللاعب محمد صلاح والذي تحول الى رمز وقدوة لكثير من شباب مصر والعالم فقررت إهداءه هذه الجدارية خاصة بعد أنجازه مع الفريق المصري فى الوصول لمونديال روسيا , منذ أيام قليلة حزنت كثيرًا على رحيل الفنان هيثم أحمد ذكي فقررت تخليد ذكراه برسم جدارية تجمع بينه وبين والده الفنان العبقري أحمد زكي وقالت انها رسمت والده في ذكراه ولم تكن تعلم أنها بعد عدة أشهر سوف ترسم ابنه الفنان الشاب هيثم التي تأثرت كثيرًا بوفاته نظرًا لأنه كان يتيم الأم مثلها فشعرت بألمه وحزنت لأجله وأرادت أن تقدم له تلك الجدارية تخليدًا لذكراه فعقدت العزم وتوكلت على الله بعد ان اختارت منطقة الفنار المكس غرب عروس البحر المتوسط لرسم الجدارية فاختارت صورة له ولوالده وجمعت ادواتها وبدأت في تصميمها ولكن الصورة لم تكتمل معها فقررت تغيير الصورة بصورة تجمع بينه وبين والديه الفنانة هالة فؤاد والفنان أحمد زكي وبدأت في رسم الجدارية التي استغرقت 3 أيام ونالت اعجاب المارة وكل من بالشارع أو من شاهدوا تلك الرسمة فأثارت فى نفوسهم الشجن ودفعتهم إلى الترحم عليهم والدعاء لهم.سارة تعرضت لكثير من العراقيل والعقبات التي كادت أن تهدم طموحها ولكنها حولتها بإرادتها إلى تحديات يجب عليها اجتيازها وبالفعل اجتازتها وقد دعمها الكثير من الشباب والشابات اللذين وضعوا يدهم بيدها حتى بالكلام الإيجابي فنحن الآن نحتاج للكثير من تلك الرسومات الجدارية التي تعبر عن احزاننا وافراحنا وتعبر عن ما بداخلنا مثلما عبرت سارة بفنها الراقي وابداعها وحدسها العالي , فواجبنا تجاهها أن نشجعها وندعم تلك النماذج الفنية المشرفة فمصر بلد الفن والحضارة لا بد أن تأخذ بيده ابنائها المبدعين ليصبحوا من أشهر الرسامين وأن نمنحها الثقة كي ترسم اكثر واكثر لكي تملأ رسوماتها الحوائط والجدران والميادين وتجمل كل أرجاء الإسكندرية كي تعود مره اخرى عروسًا للبحر الأبيض المتوسط.

مشاركة :