«حزم تفاعلي» مع سموم التعليقات - د. فهد الطياش

  • 4/21/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

برز أثناء ندوة قسم الإعلام بجامعة الملك سعود حول "وسائل الإعلام وعاصفة الحزم" توجيه الدعوة إلى حزم وعزم رقمي لإيضاح الحقائق وكشف المواقف المأجورة. "فعاصفة الحزم" لم تكشف عن وجه إيراني يخطط للسيطرة على اليمن وتهديد دول الخليج، وإنما كشفت أيضاً عن وجوه مأجورة على الشاشات العربية تدافع عن مواقف إيران وتدخلها في زعزعة أمن المنطقة في العراق وسورية واليمن ولبنان. وليتنا اكتفينا بأصوات العملاء التي لم تصور بجهل أن تدمير الوطن العربي وقتل العرب هو الطريق لتحرير فلسطين. وتصديق أوهام أن ملالي طهران وعملاءهم قد زحفوا نحو إسرائيل. والواقع أن ذلك وهم لم يصدقه إلا مأجور أو من أقعده الجهل عن ما يدور حوله. وأخطر ما يحاك في عالم الفضاء الرقمي هو نقل بكائيات المظلومية من منابر التحريض إلى عالم التعليقات على الأخبار والتقارير الإعلامية. ولعل هناك من يقف وراء عملية الانتقائية في نشر تلك التعليقات. لا يهم ان تنتقل تلك البكائيات من عدمه، ولكن المهم هو انها تكشف عن عالم منظم ممن احترف المتابعة والتعليق والمزايدة على موقف دول تحالف عاصفة الحزم. وهنا يأتي دور المتابعة والمشاركة المنظمة. فلا يعني أن المتابعة تكشف حقيقة الوسيلة أو من يقف وراءها، ولكن المشاركة تكشف ذلك بجلاء. وهنا تأتي خبرات المتابعة وفرض الحق القانوني في نشر الردود والتعليقات طالما أن الموضوع مفتوح لذلك، وأن من يشارك يملك المعلومة الصحيحة. ومما يؤسف له أن تجد بعض التعليقات السطحية تنشر بأسماء خليجية أو من دول خليجية وهي غير ذلك أو هي كذلك. فإن كانت غير صحيحة أو فيها تجن فالمعرفات الاليكترونية توضح من قام بذلك، ونحن في زمن حرب لا مجال فيه لمستهتر أو متواطئ ضد الأمن الوطني أو الخليجي. ومن هنا يمكن أن نلاحظ وجود تنظيمات وربما شركات تعمل " كالأرحام المستأجرة" لاستيلاد تلك السموم. فكما يوجد شركات تقدم الخدمات الرقمية في دول مثل الهند والفلبين للشركات الأميركية في عالم التجارة. فما الذي يمنع قيام مثل تلك الدور التجارية في تقديم خدمات بث السموم التفاعلية. أنا هنا أتوقع ولكن أكاد أن أجزم أن تلك السموم تصدر من مناطق خاضعة لإيران سواء في داخل جيوب الفتنة التابعة لإيران أو في مؤسسات بالخارج. فتحريك العملاء أصبح سمة إيرانية. فكما كشف في نهاية الأسبوع الماضي عن نقل عملاء من "حزب اللات اللبناني" من سورية والعراق للقتال في اليمن واستبدالهم بعملاء من أفغانستان في تلك الدول. العملاء كثر ونحن لسنا بحاجة إلى عملاء. نحن بحاجة فقط إلى مشاركة شبابية واعية من طلابنا حول العالم ومن أبناء دول التحالف في متابعة تلك الأخبار والمواقع والمشاركة مثل غيرهم في كشف زيف تلك المواقف. شبابنا اليوم أكثر قدرة على التفاعل مع ما يكتب عن الوطن وتشجيعهم ودعمهم المعلوماتي وحتى المادي للقيام بذلك. فلو أخذنا على سبيل المثال محرك البحث "ياهو" في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واستراليا والمانيا فقط لاكتشفنا حجم السموم التي تبث بشكل منظم عن الخليج وتحديداً عن بلدنا. ولكن السم الزعاف ينثر بشكل يومي في مفاصل مواد "ياهو العربي" وكأن هناك بيوتاً للأفاعي الصفوية تنفث سمومها بشكل يومي. هذا في جانب واحد ولكن في مواقع بعض الصحف التفاعلية العالمية هناك ما يشابه ما يدور في محركات "ياهو" المختلفة. ولعل تلك السموم تبرز خطورتها لغياب ترياق يكشف الزيف ويجعل من ذلك السم شيئاً من أوهام الماضي. ببساطة عاصفة الحزم تعني مرحلة مفصلية في تاريخ أمتنا وقادها خادم الحرمين الملك سلمان بكل إيمان وعزيمة. وأعتقد أن عزيمة شباب الوطن ترقى إلى طموح قائدنا. فشبابنا على الجبهة وفي السماء يسطرون البطولات. وشبابنا الرقمي قادر على ذلك. ولعل التجربة تكون في التصدي للسموم القادمة تجاه عاصفة الحزم أو المصاحبة للقمة الخليجية الأميركية في البيت الأبيض وكامب ديفيد. تجربة أسأل الله عز وجل أن تكون من خطوات عاصفة الحزم الرقمية. أما الكذب والتزييف في الخطب أو الصراخ عبر شاشات زرع الفتنة فلم تعد تنفع، فحقول الخوف قد جفت. ولعل قول الشاعر يصدق على كبيرهم في صراخ الكذب والتهويل حيث يقول في أمثاله: لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الأدب

مشاركة :