شاعر الذات الجريحة (6) فهد بورسلي (1918-1960) - أحمد الواصل

  • 4/22/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم الكاتب والروائي الكويتي حمد العبدالمحسن الحمد كتاباً عن "فهد راشد بورسلي شاعر الكويت الشعبي: رحلة الإبداع والتمرد والمعاناة" "جداول، بيروت، 2015". وقد سبق أن أنجز كتاباً عن شاعر آخر "فايق عبدالجليل: رحلة الإبداع والأسر والشهادة" "آفاق، الكويت، 2014"، وقد ظهر في الكتابين أسلوب بدا يتضح عند الكاتب في تأليف كتب السيرة الغيرية يعتمد على استعراض المصادر والمراجع بحسب المادة المتوافرة، سواء في حياة الشخصية أو ما كتب لاحقاً بعد وفاته، في دور استقصائي لا يخلو من أساسيات البحث في حدوده المتعارف عليها، ويهدف إلى رسم صورة تاريخية وثقافية عن تلك الشخصية، ويعد فرصة للتعريف المتجدد بشخصيات كبرى من "الثقافة الشعبية" في منطقة الجزيرة العربية. إذ يمثل الشاعر فهد بورسلي "1918-1960" علامة من علامات "الثقافة الشعبية"، ما أدعوه ب "الثقافة النجدية" بفروعها في وسط وشمال وشرق الجزيرة العربية - أو الخليج العربي-. هذه الحلقة السادسة. تمتعت قصائد بورسلي بقدرات متعددة لتناولها مواضيع اجتماعية وسياسية تتصل بالشأن المحلي والعربي، وكنا في الحلقات السابقة عرضنا إلى الموضوع الاجتماعي بالشواهد إضافة إلى الموضوع السياسي الذي منه تعلق بمهاجمة الاستعمار، والتنديد بالأطماع الإيرانية في الخليج العربي، واحتلال فلسطين، وتمجيده العروبة في عهد جمال عبدالناصر لهي تكشف عن تمثيله لعصره أحسن تمثيل. وقد تحولت إحدى قصائده إلى تعويذة سياسية تستعاد كل أزمة سياسية في الكويت. وهناك قصائد أخرى لا تبعد عن موضوع الشكوى هي من قصائد الخبرة الشعرية العميقة عند الشاعر تعبر عن مرارات حياته من الغربة والوحدة والعزلة، وهي موضوعات يعادل بينها وبين ذاته الجريحة، مثل: "الدنيا يا طامع، أرى الدار يا مشكاي، يا نديبي دن حبر، لعى الورق، أحمد المحمود"، وقد كان بعضها نتيجة شعر الإخوانيات مع فهد الخشرم ومنصور الخرقاوي وبعضها يسندها إلى أخيه حسين وأصحابه مثل سعود المخايطة. ومن قصيدة "الدنيا يا طامع": "الدنيا يا طامع فيها لازم تجفيك وتجفيها هذي الدنيا اصعد حوّل ثبّت جدمك لا تشوّل تاليها ألعن من أوّل وأوّلها ألعن من تاليها" ومن قصيدة "الهماميل" التي يسندها إلى أخيه الصغير حسين بورسلي: "يا حسين دمع العين مثل الهماميل صبح ومسا مثل السحايب مطرها والنفس عية ما تفيد التعاليل والقلب عناه الكدر من كدرها وين الجماعة والأحرار المشاكيل اللي على القالات كل شكرها ما همني كلمة هل القال والقيل الله يجعل كيدها في نحرها" ومن القصائد هذه التي وجّهها إلى الملا سعود المخايطة "1900-1971" – يدعى ابن ياقوت- أحد أشهر المروّسين كما أنه الوحيد الذي سجل من فن اللعبوني "يا علي صوت بالصوت الرفيع": "يا سعود أسالك كيف حال المعازيب واجب علينا نسألك عن أهل الجود عادتنا يا سعود ما ننكر الطيب لو كان ننسى ما نسيناك يا سعود"

مشاركة :