الهجرة النبوية... دروس وعبر (1-4)

  • 8/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستقبل الأمة الإسلامية هذه الأيام عامًا هجريا جديدًا، ندعو الله عز وجل أن يجعل هذا العام خيرًا من سلفه، وأن يجعل خلفه خيرًا منه. لقد كانت الهجرة من مكة إلى المدينة فاتحة خير بالنسبة للمسلمين والدعوة الإسلامية على السواء، كما كانت اختبارًا صعبًا للمهاجرين، حيث فارقوا أرضهم وديارهم وأهليهم استجابة لأمر الله، وإعلاء لكلمته، وقد اجتازوا بنجاح كبير. وإن المتدبر لمعاني الهجرة الشريفة يستنبط منها دروسًا عظيمة، ويستخلص منها فوائد كثيرة، ويلحظ فيها حكمًا باهرة يستفيد منها الأفراد والأمة بعامة في شتى مجالات الحياة، ومن تلك الدروس والحكم: حب الوطن والحنين إلى مكة: هاجر الرسول الكريم من مكة إلى يثرب «المدينة المنورة» وعلّم الجميع درسا عظيما في حب الوطن فنظر إلى مكة المكرمة وهو مهاجر منها قائلا: «والله. إنك خير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله. ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» أخرجه الترمذي. ففي مكة نشأ صلى الله عليه وسلم وترعرع, وفيها نزل عليه سيدنا جبريل- عليه السلام- بالوحي والمعجزة الخالدة القرآن الكريم. وكان فراق مكة عزيزًا على الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين -، فهذا واحد منهم اسمه أصيل جلس يتكلم عن مكة فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: (يا أصيل دع القلوب تقر فلا تذكرنا) «كنز العمال 12/210». التفاؤل والأمل: لقد حرَّم الإسلام اليأس وأوجد الأمل، وحرَّم التشاؤم، ويأتي درس الأمل والتفاؤل لنتعلمه من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة. فهذا سراقة بن مالك يلحق بالنبي – صلى الله عليه وسلم- ليظفر بجائزة قريش مائة من الإبل، لمن يأتي برسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعندما لحق سراقة بالنبي عليه السلام، دعا عليه رسول الله–صلى الله عليه وسلم- فساخت أقدام فرسه في رمال الصحراء، ثم قال له الرسول-عليه الصلاة والسلام-: «كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟!» (أسد الغابة في معرفة الصحابة 2/385)، وفعلاً عاد سراقة. والذي دفع الرسول -عليه السلام- إلى هذا القول هو إيمانه بربه، وثقته بنصره، وأمله في نصر الله للمؤمنين، وفعلاً تحقق ذلك، ونفذ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- عهد الرسول –عليه الصلاة والسلام – وأعطى سراقة سواري كسرى عندما فتح المسلمون بلاد فارس.

مشاركة :