الهجرة النبوية دروس وعبر !!

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

ليت أبناءنا وبناتنا يعيشون هذه المناسبة كل عام هجري بقلوبهم ووجدانهم، ليتنا كآباء وأمهات نغتنم كل المناسبات الدينية والتاريخية ونجعل أبناءنا يشعرون بها كواقع تاريخي ديني مرتبط بهم إلى يوم يبعثون. الهجرة النبوية المباركة، من مكَّة المشرَّفة إلى المدينة النبويَّة، حدث عظيم قلب موازين التاريخ، وغير وجه البشرية، وحول مسيرة الحياة ومناهجها، وكان سبيلا إلى إنشاء دولة الإسلام؛ فاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين، حيث شعَّ نور الإسلام، ودخل النَّاسُ في دين الله أفواجًا. فلماذا لا نستغل هذه المناسبة ونذكرهم بالمعجزات فلا قوة في الأرض بعدها تستطيع أن تشككهم في دينهم. المعجزات والخوارق في عهد نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) كثيرة والأطفال تنطبع في ذاكرتهم القصص الخيالية، فما بالك بالمعجزات الحقيقية؟! أي قدرة عجيبة تلك التي أعمت أبصار كفار قريش عن رؤية النبي الذي يحاصرونه، يذر التراب على رؤوسهم ويمضي؟!! معجزة من معجزات سيد البشر، وهذا العنكبوت الضعيف، في معجزة أخرى ينسج خيوطا على باب الغار في أقل من سويعات. وأعداء الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يصعدون الجبل ويقفون على الباب فلا يحني أحدهم رأسه لينظر من في الغار معجزة أخرى، وفرس سراقة تمشي في أرض صلبة فتغوص قدماها في الأرض، وشاة أم معبد الهزيلة يتفجر ضرعها باللبن، والمعجزات كثيرة ونحن مقصرون مع أبنائنا!! ظروف الحياة ومادياتها أبعدتنا كثيراً عن مسؤوليتنا، فلا يجب - تحت أي مبرر كان - أن نبتعد عن أمانتنا، فكم يؤلمني أن يمر بعضنا على مثل هذا التاريخ مرور الكرام، هذا الجيل من الصغار والشباب يحتاج للكثير من التثقيف بهذه المناسبات التي هي أصلا تاريخ دينه وإسلامه. أحداث الهِجرة النبويَّة تضمَّنَت العديد من الدُّروس، فالتضحية مثلا درس من الدروس علمنا إياه رسولنا الكريم (عليه السلام) ضحى ببلده مكة المكرمة: «واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله، وأحبُّ أرْض الله إلى الله، ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ» غادرها مضحياً في سبيل دين الله ونشر رسالة الإسلام. مكث المصطفى (عليه أفضل الصلاة والسلام) في مكة المكرمة يدعو قومه للهدى، ودين الحق سنوات طويلة، فاضطهدوه، وعذبوه، ونكّلوا به، وعذبوا أصحابه فلم يكن لِيَثنِيَه كلُّ ذلك عن دعوته، بل زاده إصرارا وثَباتا، «فلم ييأس». وخرج للطائف باحثا عن أرض صالحة للدعوة، لكنهم قذفوه بالحجارة، ولم ييأس!! ومن الدروس أيضا التي تجلت خلال هذه الهجرة، حسن الصحبة والحب، صحبة الصديق - رضي الله عنه - وحبه للرسول عليه السلام، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «فو الله ما شعرتُ قطُّ قبل ذلك اليوم أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتَّى رأيتُ أبا بكر يبكي يومئذٍ». وفي التضحية أيضا هذه أم سلمة، أول امرأة مهاجرة في الإسلام، حملها زوجها وابنها سلمة، فلما رآه رجال بني المغيرة أخذوها، وبنو أسد أخذوا طفلها سلمة، وتجاذبوه حتى خلعوا يده، وضحت وصبرت، فجمع الله شَمْلَها بولدها وزوجها في المدينة، وصهيب الرومي تخلى عن ماله وذهب مهاجراً بدينه. ويتجلى دور المرأة المسلمة في الهجرة، من خلال الدور الذي قامت به السيدة عائشة، وأختها السيدة أسماء - رضي الله عنهما - حيث كانتا نعم المعين، في فلم تخذلا أباهما، ولم تفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم تتوانيا عن تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، وهناك نساء أخريات كان لهن دور بارز. حتى الأطفال كان لهم دور!! عبدالله بن أبي بكر، غلامٌ حاذق يذهب للغار بِسَحَر، ويبيت بمكة المكرمة، فلا يَسْمع أمراً إلاَّ وعاه، حتَّى يأتيهما بِخَبَرِ. وعليُّ بن أبي طالب يُكَلَّف بالنوم في فراش النبِيِّ ويضرب أروع الأمثلة في الشجاعة، كل هذه العبر والدروس يجب أن يعرفها أبناؤنا بدلاً من سونك، وسكاي لاندارز، وسبونج بوب، وببوكي مان، تلك الشخصيات الكرتونية التي يعشقون تقليدها كأبطال. تربوية مديرة مدرسة

مشاركة :