الهجرة النبوية... دروس وعبر (4-4)

  • 9/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التضحية في سبيل الله تعالى: إذا تأملنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فسنجد أن كلها تضحيات كبيرة من أجل الله عز وجل بداية من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم ووصفهم الله عز وجل بالصدق، ونهاية بموقف الأنصار الذين استقبلوهم وضحوا بكل ما يملكون في مواساتهم ونصرتهم. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ، وَاللَّهِ لا تَصِلُونَ إلي حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ، فإن كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ. فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: ‭{‬وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ‭}‬. دور المرأة في الإسلام وعظمته: ويتجلي هذا الدور من خلال ما قامت به السيدة عائشة رضي الله عنها وأختها السيدة اسماء حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة فلم يفشيا سر الرحلة لأحد. وكانت السيدة اسماء تحمل الطعام والشراب كل يوم إلى الرسول وصاحبه في الغار، ولما لم تجد ما تحمل فيه الطعام والماء قامت بشق نطاقها نصفين وضعت في أحدهما الطعام والآخر الماء. ولهذا سميت بـ«ذات النطاقين». دور المسجد في الإسلام: حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم فور وصوله إلى المدينة ببناء المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام علانية بعد ما كان المسلمون يمارسون شعائرهم في مكة في السر، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم بربه، وليكون مدرسة للعلم يتلقى فيه المسلمون القرآن والحديث من نبيهم صلى الله عليه وسلم وليكون منطلقا للدعوة والجهاد في سبيل الله. والهجرة النبوية الشريفة مليئة بالعبر والدروس المستفادة والواجب علينا نحن المسلمين أن يكون احتفالنا بذكرى الهجرة تطبيقا عمليا لهذه العبر والدروس. فينبغي ان نعلم أبناءنا كيفية التخطيط الجيد لحياتهم ومستقبلهم ومواجهة مشاكلهم والتحديات التي تعترض طريقهم ودرس تحقيق الأخوة أكثر ما نحتاج اليه في مجتمعنا الإسلامي الذي أصبح يموج بالخلاف والنزاع الأمر الذي يتنافى مع ما يدعونا إليه الدين الحنيف. ويجب على الشباب والفتيات أن يأخذوا العبرة والعظة من الذين ضحّوا بأرواحهم وأموالهم في سبيل نجاح الهجرة وتحقيق النصر للإسلام. والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الحسنة فقد أعطانا المثل في الصمود والكفاح والصبر وأداء الأمانات إلى أهل مكة برغم ما لاقى منهم من شتى أنواع الإيذاء.

مشاركة :