ليته سكت! هذا الذي أسموه آية الله علي خامنئي! هو صحيح آية على فساد التصوّر، وعلى انحراف المنهج، وعلى غياب المبادئ. المبادئ هي الكلمة السحرية التي يجب أن يحتكم إليها الإنسان السوي، حتى يقبل منه الناس قولاً، فضلاً عن الاحتكام إليه عدلاً. ولذا كان المبدأ الكبير الذي يُظلِّل حياة الإنسان المسلم هو الإيمان بالله، وعدم الشرك به جملة وتفصيلاً. وتحت هذه المظلة الكبرى تندرج بقية المتطلبات، وإليها تحتكم، وبها تُقاس. ولذا عندما يستنكر الآية الشيطانية الكبرى علي خامنئي (يوم الخميس الماضي) ما أسماه (اعتباطًا وانحيازًا) التدخل العسكري السعودي في اليمن، فكأنه بطريقة أو أخرى يعلن أن (مبدأ عدم التدخل) سياسة رسمية إيرانية متبعة منذ عقود. وذلك بالطبع فرية كبرى، فمنذ قيام الثورة الخمينية عام 1979م، ومبدأ تصدير الثورة إحدى ركائز الحكم الطائفي المقيت المصنوع في قم وطهران. وهو -بلا ريب- مبدأ يرتكز على سياسة التدخل في شؤون الآخرين، وإفساد حياة الملايين عقيدةً وسلوكًا ومنهجًا. ولئن كانت البداية ناعمة عبر قنوات الفضائيات، ومشروعات الحسينيات، وتمويل البعثات، وإغراءات عقود المال والمتعة، فإنها ومنذ الغزو الأمريكي للعراق، تحوّلت الأساليب الناعمة إلى أنياب ضارية عبر عمليات ممنهجة لتهجير السنة، وإبادتهم، والتنكيل بهم. وعندما جاء دور الشام، بلغت لغة الاستبداد أوج سفهها وانحطاطها وتجردها من كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية، فكان التدخل الفاضح في سوريا، وكان الدعم العسكري بلا حدود لطاغية الشام، وكانت المحصلة مقتل زهاء 300 ألف نسمة، وإصابة ما يزيد عن مليون شخص، واغتصاب مئات الآلاف من النساء والصبايا، وتهجير حوالى نصف الشعب السوري، أيّ ما لا يقل عن 13 مليون نسمة. يقول هذا المأفون إن ما أسماه «عدوان السعودية» على اليمن، وشعبه البريء خطأ. وقد أرسى سابقة سيئة في المنطقة.. هذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية. تلكم هي العقلية المنحرفة، والنفسية المريضة، ترمي الآخرين بدائها، وتقول ما لا تفعل، وكفى بهذا السلوك كبيرة ممقوتة عند الله العلي الكبير. إنه أسلوب تهديد رخيص، وحيلة قديمة يحسبونها ستنطلي، وهي أبدًا لن تنطلي. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :