يوسف الأحمدي: نموذج ليته يتكرر | سالم بن أحمد سحاب

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

هذا ليس موقف ثناء خالص أو مدح مقصود في حد ذاته، بل هو نشر لنموذج أحسبه من صور الخير غير التقليدية التي اعتاد عليها المجتمع طويلًا، ونادرًا ما يخرج عن إطارها المحكوم بإرث قديم وفهم محدود. شخصية اليوم هو رجل الأعمال المكي/ يوسف بن عوض الأحمدي الذي هو غارق حتى الثمالة في حب مكة المكرمة وجوارها الطاهر ومجتمعها الآمن. ولعلّ مما يميز أخي يوسف تلك الرغبة الجامحة في تأصيل مفهوم الوقف الخيري لدعم احتياجات المجتمع المكي (المدينة 9 ديسمبر). ولئن خُصص وقف الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة لخدمة بيت الله الحرام، فإن الحاجة إلى أوقاف أخرى لخدمة مشروعات مكة المكرمة ولتأسيس أنشطة اقتصادية وتجارية تدر عوائد مجزية تُنفق على المحتاجين في صور مباشرة وغير مباشرة، ويُدعم بها مشروعات توظف أبناء وبنات مكة المكرمة، وتغنيهم عن السؤال. ويقترح الأستاذ يوسف إنشاء شركتين وقفيتين برأسي مال يتجاوز 10 مليارات ريال، تُفتح للاكتتاب العام الخيري. وهو اقتراح جدير بالدراسة والنظر، ذلك أنها بادرة جديدة مختلفة عن السائد مما يألفه الناس، فالجمع بين وقف خيري ونشاط تجاري في حاجة إلى قولبة مختلفة، وربما أنظمة جديدة تحفظ أصول الأوقاف وتضمن سلامة العمل التجاري وخلوه من مخاطر الخسائر الكبيرة أو الفشل الذريع. أما اقتراح الإشراف الحكومي المباشر عبر وزارتي الشؤون الاجتماعية والشؤون الإسلامية، فقد يلحق بالشركتين داء البيروقراطية، وهو داء كما تعلمون عضال، يصعب علاجه مهما بُذلت من محاولات ووساطات وشفاعات. وذلك شأنٌ يتكرر في معظم دول العالم، فالبيروقراطية تكمن في تفاصيلها خطوط حمراء يصعب تجاوزها، وإذا تم تجاوزها فبعد أمد طويل. وفي المقابل فإن إدارتها بطريقة تجارية بحتة قد يحيد بها عن أهدافها السامية ويحيلها إلى مجرد رقم في سوق الأسهم أو عنوان لدى وزارة التجارة. نعم المحاذير كثيرة، ولن يتم تجاوز معظمها إلا بحسن الاختيار، وبتنوع المختارين تخصصًا وتوجهًا وفهمًا لمقاصد الوقف الشرعي، وقدرة على استنباط روح النصوص وعدم الوقوف عند حرفيتها، والابتعاد بالقرار عن إفراط أو تفريط. يوسف الأحمدي نموذج وددت لو يتكرر بكثرة، وله كل حب ومودة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :