الجمعية الخيرية لإكرام المسنين «إكرام» تُعد قفزة كبيرة في بلادنا بالنسبة لمفهوم العمل الخيري غير التقليدي. صحيح أن ثمة مراكز خيرية (تُعد على الأصابع) ترعى المفهوم نفسه، لكنها مرتبطة بأسماء لامعة رفيعة سامقة. أما جمعية إكرام، فبدأت بمبادرة فردية من الدكتور/ سعيد المرطان وبدعم من ذوي الغنى واليسار في منطقة الباحة، وعلى رأسهم رجل الأعمال الناجح الشيخ علي المجدوعي وزميله الشيخ سعيد العنقري. والأسبوع الماضي كان موعد الحفل السنوي الأول للجمعية برعاية من أمير المنطقة والرئيس الفخري للجمعية سمو الأمير مشاري بن سعود. وفي كلمته أوضح الدكتور سعيد (أن الجمعية أنشئت لخدمة وإكرام شريحةٍ غالية على الجميع من الآباء والأمهات وتقديم يد العطف والإحسان لهم، ورد الجميل في أبهى حُلة وأوفى صورة، ومنحهم العطف بدءاً من الرعاية المنزلية الأولية وانتهاء بالاستضافة والإقامة التامة.) وللعلم، فإن في المنطقة اليوم 800 مسن ومسنة ينتظرون رعاية الجمعية. وبيَّن أنه (تم الانتهاء من وضع وإرساء البنية الأساسية للعمل في الجمعية واختيار الأُطر الإدارية والمالية المناسبة، والبدء في العمل لبناء شراكات مع عدد من الشركات والجمعيات والإدارات الحكومية ذات العلاقة للاستفادة من خبراتها وإمكانية دعمها، والعمل على إعداد إستراتيجية للاستثمار وبناء ملاءة مالية مناسبة تضمن الاستمرارية والاستدامة من خلال تطوير مشاريع استثمارية ووقفية.) ولعل هذا التوجه المتعلق بتطوير مشاريع استثمارية ووقفية لصالح الجمعية، يؤكد أن (إكرام) غير، وأنها في طريقها لتكون يداً عليا دائمة العطاء لا تنتظر حسنات المحسنين، ولا مواسم التبرعات، فلا تستمر خدماتها إلاّ باستمرار تلقيها للعطايا والصدقات مما قد يستدعي توقف خدماتها أو تدهور أحوالها. بقي أن نشير إلى النموذج الذي اتبعه رئيس الجمعية وفارسها الأول، إذ كان من أوائل المبادرين بالعطاء، فأوقف ريع مكتبه الاقتصادي والاستشاري في جدة الذي تبلغ قيمته المادية 10 ملايين ريال، ويدر دخلاً سنوياً يبلغ 600 ألف ريال. وفي المقابل تكفَّل الشيخ علي المجدوعي ببناء المجمع الإيوائي الخاص بالجمعية على نفقته الخاصة ليكون وقفاً وصدقة جارية، وأوضح أنه مستعد بالبدء في التنفيذ والتمويل فور صدور موافقة الوزارة المعنية بتحويل أرض الجمعية إلى مشروع سكني استثماري. بارك الله في جمعية (إكرام) وسدد خطى القائمين عليها والداعمين لها. salem_sahab@hotmail.com