لعبة التصريحات! | سالم بن أحمد سحاب

  • 4/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العميد أحمد رضا بوردستان (قائد القوة البرية في الجيش الإيراني) أزال الله ظله يهدد بلادنا بضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن، على حد زعمه. وتلكم جزءا من (التهجيص الإيراني)، ومن المماحكة السياسية، التي تقتضي تصريحًا معتدلاً من أحد المسؤولين، ثم التصريح بنقيضها من مسؤول آخر. وهو ما اعتاد عليه الغرب باستمرار، إذ يقول مثلا وزير الخارجية الأمريكي كلاما معقولا متوازنا، ثم يعقبه أحد أعضاء مجلس الشيوخ أو النواب، فيهذر عن قصف الرياض مثلا انتقاما لضحايا 11 سبتمبر! وكأن المملكة أرسلت الفاعلين في مهام انتحارية على الأراضي الأمريكية. وفي بلاد بني يعرب عموما، لا تتعدد الأصوات إلاّ نادرا، خاصة السياسية منها، وإن كان في بعض الدول العربية أبواق مأجورة وحناجر موبوءة لا تتردد في السير في الاتجاه المعاكس لما تعلنه دولهم! وغالبا ما يتم الترتيب المسبق والتخطيط الأرعن بهدف ممارسة شيء من الابتزاز بهدف تحقيق أهداف رخيصة يربأ عنها العاقل فضلا عن الشريف. ومن الأمثلة الصارخة في هذا الميدان السفيه حسن نصر اللات، وآخرون نعلمهم وهم يعلمون. وأعود إلى المهجصاتي الكبير العميد بوردستان خلال تصريحات له في قناة «العالم» الفارسية، والذي أكّد أن «الجمهورية الإسلامية لا ترغب في النزاع مع السعودية»؛ داعيًا الرياض إلى «الكف عن قتال إخوانها في اليمن». وقال «إن المملكة تخوض بذلك حرب استنزاف قد تعرضها لضربات قاضية» على حد تعبيره. وأضاف: نحن نرغب في أن تكون لنا علاقات مع السعودية، ولا نرغب في أن تكون العلاقة بين البلدين دموية، وما دامت هناك طاولات للحوار تحل عبرها المشاكل فلا حاجة لاستخدام السلاح والمعدات العسكرية». تصريحات متناقضة ظاهرها التهريج وباطنها الكذب وهدفها إرسال إشارات متناقضة مقصودة ظنا منهم أن المملكة قد تتراجع عن عاصفة الحزم دون تحقيق أهدافها المعلنة، وهي دحر الحوثيين حتى لا تقوم لهم قائمة، وتنكيس رايات الشر الصفوي المجوسي الرافضي حتى تعلم فارس كيف تتقي غضب الحليم، وكيف تكف شرورها عن الآخرين. وأما الدرس البليغ الذي تنتظره إيران، فعسى أن يكون من داخلها حين تنتفض الطوائف السنية المظلومة المقهورة على مدى عقود طويلة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :