في عالمنا العربي المجيد لاشيء يعدل في الأهمية (الطنطنة) و(البروباغندا) حتى لو كانت على حساب الحقيقة، بل حتى لو كانت عكس الحقيقة. تهتم المؤسسة أو المنظمة كثيراً بنشر الأرقام (المتلونة) و(المتذبذبة) كي تثبت أنها تعمل وأنها تنتج وأن أداءها أدّى إلى تصاعد الأرقام وبلوغ الآمال. خذوا مثلاً لعبة التصنيفات التي يُقال إنها (دولية) للجامعات على مستوى القارات أو العالم. هذه البدعة استنّتها بعض المؤسسات الدولية غير العلمية ونفخت فيها على نار هادئة وغير هادئة حتى لكأنها اليوم (مرجعيات) لا يعرف الشك إليها سبيلاً، بينما هي بكل تجرد (مؤسسات تجارية) لا غير. وهي لتجني المال تمارس أدواراً غير أخلاقية من الناحية المهنية، إذ تزعم أنها تقدم لمن شاء من جامعات العالم الثالث (استشارات) لترفع تصنيفها أو ترتيبها العالمي. إذاً هي تؤهل بمقابل، ثم تمارس دور النزيه الذي يصنف بلا مقابل. إنها تجارة رابحة وأموال ضائعة. هي لعبة التصنيفات لا غير! يطير بها البعض فرحاً، وهو يدرك أنها لعبة مضللة لا تعكس واقع الحال. ولذا بدأت تفقد بريقها ويتلاشى وهجها وتتراجع (الطنطنة) حولها. وكذلك فعلت الهيئة العامة للاستثمار قبل عدة سنوات.. كانت الأرقام همها الأول تريد أن تبرزها في التقرير السنوي كبيرة واضحة لمّاعة لأنها في نظر المسؤول تمثل الإنجاز بغض النظر عن آثارها وانعكاساتها ومآلاتها. عملت الهيئة (منفصلة) عن الآخرين، فكانت نتائج كارثية في عدد غير قليل من الحالات. وليس شرطاً أن يكون الخلل في الأنظمة، ولكن في وضع ضوابط لتنفيذ هذه الأنظمة! ولأن الشيطان في التفاصيل، فقد ساهم الشيطان في استغلال كل ثغرة في التفاصيل... لم يُجدِ حسن الظن وحده بافتراض أن حسن الظن كان سائداً. اليوم تحاول الهيئة تصحيح الخلل (على ما يبدو) كما فعل غيرها من قبل. لكن مرة أخرى ثمة توجه نحو تشدد قد لا يكون مدروساًً بدرجة كافية، مما يستدعي هروب المستثمر الجاد، وبقاء الهامور الكبير صاحب الثراء والمال. الهيئة كما غيرها ضحية لفوبيا (الأرقام) لأن قليلاً من يبحث عن حقيقة ما وراء الأرقام. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :