اعتادت الكاتبة الإماراتية حياة الحمادي أن تقرأ قصصاً متنوعةً لأطفالها قبل النوم، ورغم حرصها على انتقاء القصص معهم، فإنها لاحظت بعد فترة أنهم صاروا يشعرون بالملل عندما تقرأ القصص التي اشترتها مسبقاً، فلم يكن أمامها خيار سوى أن ترتجل بعض القصص. ووجدت أن قصصها المرتجلة لاقت إعجاب أطفالها، وبلغ من تفاعلهم أنهم صاروا يحددون القصة التي يرغبون بسماعها منها كل ليلة. وحينما استشعرت أن هذا هو الوقت الذي تحظى فيه بتركيز أبنائها، بدأت بإضافة بعض المواقف أو الدروس والعبر التي يجب أن يدركوها من خلال القصة. هكذا؛ ولجت حياة الحمادي عالم السرد بعد أن أخذتها قصص ما قبل النوم إلى الكتابة لتصبح مؤلفة كتب أطفال، تقول: لم يقف الإعجاب عند أطفالي، بل سرعان ما انتشرت قصصي بين أطفال العائلة، وبدأت أسردها لهم أيضاً في أوقات التجمعات العائلية. ثم تطور الموضوع بعد ذلك، حيث قمت مع ابني سعيد بعرض القصة المفضلة لديه، أمام أصدقائه في الروضة، ولشدة إعجاب الأطفال وتفاعلهم معنا طلبت المعلمة تكرار التجربة. وتتابع الحمادي: من الضروري العلم بأننا كأولياء أمور، تواجهنا بعض الصعوبات في شرح بعض المواقف، أو في تنبيه أبنائنا إلى بعض السلوكيات الخاطئة، أو تعزيز السلوكيات الحميدة، بالإضافة إلى ذلك، نقف عاجزين أحياناً عن فهم مشاعر أطفالنا وما يمرون به. لذلك أرغب في المساهمة في حل هذه التحديات من خلال القصة التي تروى للطفل. وفي مجموعتي القصصية الأولى، أطمح إلى تعزيز الصفات الإيجابية في الطفل وتعزيز الذكاء العاطفي لديه ومهارة التفكير الإيجابي، وتحليل المواقف وبرمجة الطفل على الإيجابية أثناء التحدث مع ذاته، في سبيل حل مشاكله أو تحقيق أهدافه. كل قصة من قصصي تحمل قيمة من القيم الإنسانية التي نرغب بأن يتحلى بها أطفالنا. بالإضافة إلى كتابة قصص الأطفال، تكتب حياة الحمادي الشعر، وعنه تقول: في الحقيقة جاء الشعر أولاً. منذ نعومة أظفاري كنت متذوقة للشعر، أحب قراءته وسماعه حتى بدأت بكتابته. ولكني توقفت عن الكتابة في مرحلة المراهقة. غير أن حب الشعر استمر معي في جميع مراحل حياتي. لقد توقفت عن كتابته بعض الوقت، ولكن لم أتوقف يوماً عن قراءته وسماعه، وحتى متابعة أخبار الشعراء. حينما نسمع أغنية جميلة تعجبنا، يسأل الجميع عن مغنيها إلا أنا، كنت أسأل عن كاتب كلماتها. أما عن الكتابة في مجال الطفل، فقد قمت بالاشتراك في أحد نوادي القراءة، وهو «استراحة سيدات»، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة. ولقائي الأول معهم كان هو الحافز الأكبر للكتابة. فبعد الانتهاء من لقائنا، قمت باستخراج قصصي من ذاكرتي وسجلتها على الورق. وكانت سيدات الاستراحة يسألنني باستمرار إلى أي مرحلة وصلت في الكتابة. وبمن تأثرت الكاتبة تبين قائلة: في مجال الطفل، لم أجد تأثيراً مباشراً علي من أحد، بل كان على الأغلب تأثراً برغبات أطفالي. أما في مجال الشعر، فأنا لا أبحث عن الشاعر، بل عن الكلمة الجميلة. لذلك، أحب من القصائد قديمها وحديثها، ومن الشعراء كبيرهم وصغيرهم. ونختتم مع قراءات الشاعرة الحمادي، فتشير إلى أن قراءاتها تتمحور حول الشعر وتنمية الذات والتخطيط الاستراتيجي، وهي مجالات أستمتع جداً بقراءتها. وأنا أفضل الكتاب الورقي بسبب الحميمية أو اللذة التي يضفيها الكتاب على الجو العام، حينما يكون بين اليدين. ولكن للكتاب الإلكتروني إيجابيات عديدة، منها إمكانية قراءته في أي وقت. وحول اهتمام دور النشر، تؤكد قائلة: الاهتمام بكتب الأطفال موجود من دور النشر العربية ومن الجوائز الأدبية والثقافية. بصراحة أجدها ترقى إلى ذائقة الأطفال، إذ إن هذا الجيل له اهتمامات ورغبات مختلفة عن الأجيال السابقة، لكن هناك عدة برامج على اليوتيوب تجذب الأطفال، ويجب على المسؤولين محاولة محاكاة هذه البرامج. كنت قلبي في العام 2018 حضرت إحدى الورش التي كان يديرها الدكتور علي الشعيبي، وأثناء أحد التدريبات، التي لم أكن مستعدة لها، طلب مني إلقاء كلمة بخصوص الموضوع المطلوب، فأجبته بأنني غير مستعدة، فطلب مني إلقاء شيء من كتاباتي، فألقيت قصيدتي (كنت قلبي). بعدها قال لي الدكتور: «اكتبي يا بنتي»، ومن يومها وأنا أكتب الشعر.
مشاركة :