لا أحد فوق القانون | إبراهيم محمد باداود

  • 4/29/2015
  • 00:00
  • 71
  • 0
  • 0
news-picture

تتسارع الأحداث من حولنا، ولكن الجديد فيها أننا أصبحنا في كل يوم نسمع عن قرار يصدر هنا أو هناك يدعو للتفاؤل ويشير إلى أننا في مرحلة تغيير كما يشير إلى الرغبة الجادة في محاربة الفساد وتطبيق العقوبات لمن يخالف الأنظمة والقوانين أو يسعى إلى استخدام سلطاته ومكانته لمصلحة شخصية الأمر الذي يجعلنا نشعر بأننا نسير في الاتجاه الصحيح. بالأمس أعلن في بعض الصحف عن تنفيذ جامعة شقراء توجيه صادر لها من وزير الخدمة المدنية بإلغاء قرار الجامعة السابق بتعيين ابن شخصية نافذة في المحافظة على وظيفة معيد، وذلك رغم حمله تقدير (جيد)، كما أفاد الخبر بأن التوجيه شمل إلغاء تعيين اثنين من موظفي الجامعة على وظيفة معيد وإعادتهما للعمل الإداري. طبعًا لا يكفي إلغاء التعيين إن لم يكن تم وفق الأنظمة والقوانين، بل لابد أيضًا من محاسبة من قام بالتعيين ليكون عبرة للآخرين ولكن بشكل عام فإن مثل هذه الأخبار تساهم في نشر التفاؤل بين أفراد المجتمع وتؤكد الرغبة الجادة في تطبيق القانون دون تفرقة وأن المساواة بين أبناء الوطن أصبح منهجًا سائدًا في كافة قطاعات الدولة. لقد عانى الناس كثيرًا من وباء الواسطات وأصبح الهم الأكبر لدى بعض الأفراد الذين يسعون لتقديم معاملة في بعض الدوائر الحكومية هو وجود (واسطة) أو معرفة في تلك الدائرة حتى لو كانت أوراقهم مكتملة وحتى لو كانت جميع الشروط تنطبق عليهم غير أن وباء (الواسطة) فرض نفسه وبقوة في مجتمعنا فأصبح كثير منا لا يخطو خطوة إلى جهة ما إلاّ ويسأل من حوله إن كانوا يعرفون أحدًا فيها. نتمنى أن يتكرر مثل هذا النموذج في كثير من الدوائر الحكومية، كما نتمنى أن يتعاون أفراد المجتمع مع الجهات المختصة في الكشف عن مظاهر الفساد في وطننا صغيرة كانت أم كبيرة، وذلك بكل شفافية ومصداقية، وأن تعلن مثل هذه القرارات للمجتمع كجزء من التوعية والتثقيف والتوجيه لأفراد المجتمع بأن مبدأ لا أحد فوق القانون هو جزء من مرحلة الحزم، وأن زمان المجاملات والمحسوبيات قد ولّى بلا رجعة. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :