التخلص من البدانة في اليابان لم يعد هدفًا من أجل المحافظة على الأناقة، أو تفادي الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع معدل الكوليسترول، بل أصبح التخلّص من البدانة قانونًا تم تشريعه، بحيث أصبح قياس محيط الخصر لأي شخص في سن 40 عامًا وما فوق في حدود 85 سم للرجال و90 سم للنساء. تم وضع هذا التشريع على الرغم من أن معدلات البدانة في اليابان من أقل المعدلات أي أقل من 5% بالمقارنة بحوالى 35% في الولايات المتحدة، ومع ذلك فقد أصبح الناس خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر بدانة؛ ممّا جعل المشرعين اليابانيين يحرصون على وضع ذلك التشريع تفاديًا لانتشار البدانة فيما بين اليابانيين. يأتي هذا الإجراء على الرغم من وجود نظام تأمين صحي في اليابان يلزم الشركات بأن تقوم بإجراء فحوصات طبية لموظفيها مرة كل عام، ويشمل ذلك الفحص اختبار محيط الخصر، وإذا أخفقت الشركات في خفض عدد موظفيها البدناء بنسبة 25% بحلول عام 2025م، فإنه سيتم إلزامها بدفع المزيد من المال لصالح برنامج الرعاية الصحية الخاص بكبار السن، علمًا بأنه سيتم أخذ قياس 56 مليون ياباني في العام الحالي. البدانة اليوم داء ينتشر بشكل سريع في مجتمعاتنا العربية، وتصل نسبة البدانة في بعض تلك الدول إلى ما يقارب 50%، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن البدناء في السعودية يكلفون الدولة أكثر من 500 مليون ريال سنويًّا بسبب ترددهم على المستشفيات للعلاج من أمراض زيادة الوزن وفي مقدمتها السكري، والمشكلة الأخرى هي زيادة نسبة البدانة بين الأطفال إلى حوالى 18% بسبب الإفراط في الأكل وخصوصًا الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وقلة الحركة. أعتقد إننا في حاجة ماسة لبرنامج وطني لمعالجة هذه القضية والحرص على متابعتها وتفعيل الحلول العملية لها خصوصًا في ظل وجود مؤشرات إيجابية تساهم في الحد منها وهي انتشار أندية اللياقة البدنية وحرص الشباب والشابات على ممارسة الرياضة والمشي. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :