كتب ـ عاطف الجبالي: تبوّأت دولة قطر المرتبة الـ51 عالمياً والثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير تنافسية السياحة والسفر 2019 الذي يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، ويغطي 140 دولة حول العالم. ويعتمد التقرير الذي تمّ إصداره تحت شعار «السفر والسياحة في نقطة تحول»، على أربعة مؤشرات رئيسية، هي البيئة التمكينية، وسياسة السفر والسياحة، والبنية التحتية، والموارد الطبيعية والثقافية. ويشمل التقرير 14 مؤشراً فرعياً منها بيئة العمل، والسلامة والأمن، والنظافة والصحة، الموارد البشرية وسوق العمل، وجاهزية تقنيات المعلومات والاتصالات، وتحديد أولويات السفر والسياحة، والانفتاح الدولي، تنافسية الأسعار، والاستدامة البيئية، البنية التحتية للنقل الجوي، والبنية التحتية الأرضية والموانئ، والبنية التحتية للخدمات السياحية، والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى الموارد الثقافية والسفر التجاري. وحلّت إسبانيا في المركز الأول عالمياً، تليها فرنسا في المرتبة الثانية، فألمانيا في المرتبة الثالثة، ثم اليابان في المركز الرابع، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الخامس. وتأتي قطر في المركز الثاني إقليمياً متفوقة بذلك على دول سياحية قديمة مثل المغرب وتونس والأردن. ويمثّل تقرير تنافسية السياحة والسفر أهمية كبيرة بالنسبة لجذب المستثمرين العالميين ودعم الشراكات بين الوجهات السياحية والشركات السياحية العالمية مما يعزّز من مكانة الوجهة السياحية على خريطة السياحة العالمية، حيث إن التقرير يقيس عدة مؤشرات رئيسة وفرعية تعكس صورة متكاملة عن فرص الاستثمار في الدولة، من خلال معرفة مدى تقدم القوانين والسياسات، وفعالية الهيكل الإداري، وبيئة العمل، ووضع السياحة ضمن الأولويات، وغيرها من المؤشرات. ريادة قطرية وقد تفوّقت قطر في مؤشر «بيئة العمل» وهو أحد المؤشرات الفرعية التي يعتمد عليها قياس مؤشر البيئة التمكينية، وذلك بفضل انخفاض الضرائب المفروضة على الأعمال، وبفضل فعالية النظام الإداري والقانوني في الدولة. كما تفوّقت قطر في مؤشر «الانفتاح السياحي» وهو أحد المؤشرات الفرعية التي تقيس مؤشر سياسات السفر والسياحة، وذلك بفضل سياسات التأشيرة المفتوحة التي تطبقها قطر والتي تسمح بدخول أكثر من 80 جنسية بدون الحصول على تأشيرة مسبقة بالإضافة إلى نظام الإخطار الإلكتروني. وقد أتت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كأفضل ثالث منطقة إقليمية في تحسن مؤشرات التنافسية السياحية بها منذ عام 2017، كما تعتبر منطقة الخليج هي المنطقة الأكثر تطوّراً في مؤشرَي تمكين البيئة والبنية التحتية، في حين تتفوق منطقة شمال إفريقيا في مؤشر الموارد الطبيعية والثقافية. وبشكل عام فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بقدرة تنافسية عالية، لكنها تواجه مجموعة من التحديات من أهمها ما يتعلّق بالإرهاب والانفتاح. وبخصوص المراكز الأخيرة، حلت اليمن في ذيل القائمة، وجاءت قبلها تشاد في المركز 139، وليبيريا في المرتبة 138، وبوروندي في المركز 137، ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية في المركز 136. تطوير الاستدامة ويهدف تقرير تنافسية السياحة والسفر إلى قياس العوامل والسياسات التي تمكن من تطوير الاستدامة في قطاع السياحة والسفر، كما يوفر أداة قيّمة لواضعي السياسات والشركات والقطاعات التكميلية لفهم وتوقّع الاتجاهات والمخاطر الناشئة في السفر والسياحة العالمية، وتكييف سياساتهم وممارساتهم. وتعدّ منطقة آسيا والمُحيط الهادئ ثاني أكثر المناطق تنافسية، وتتصدر اليابان التي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً والأولى في المنطقة، بينما حققت بنجلاديش التي تحتل المرتبة الـ120 عالمياً أكبر تحسن، وتتميّز هذه المنطقة بأفضل مزيج من الموارد الطبيعية والثقافية، وتفتخر المنطقة ببنية تحتية للنقل الجوي الأكثر إثارة للإعجاب في العالم، وتشهد استثمارات كبيرة في البنية التحتية للخدمات الأرضية والموانئ.
مشاركة :