أكد خبراء ومحللون سياسيون من مصر وتونس أن الوثائق التي تم تسريبها مؤخراً حول دور إخوان مصر في تشكيل جهاز سري للإخوان في تونس ووجود علاقة لهم بقضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، يمثل تهديداً للأمن القومي التونسي وتدخل في شؤونها الداخلية. ونشرت هيئة الدفاع عن المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في أكثر من 40 صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وثائق تدين إخوان تونس في قضية اغتيالهما، حيث أثبتت الوثائق -بحسب الهيئة- العلاقة الإجرامية بين حركة النهضة التونسية، ورئيس تنظيمها السري مصطفى خضر، مع تنظيم إخوان مصر منذ عام 2011. وأكد المحامي والمحلل السياسي التونسي حازم قصوري، أن التسريبات تكشف حجم التهديد للأمن القومي القومي التونسي، لافتاً إلى أن هذه الوثائق المسربة متداولة بين إخوان تونس، وأنها مرسلة عن طريق «الإيميلات»، وهو ما يمثل عائقاً ومعضلة قانونية بالنسبة للقضاء التونسي. وأشار حازم قصوري في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى ضرورة فتح تحقيقات جدية من قبل خبراء متخصصين للتأكد من هذه الوثائق، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مشدداً على ضرورة محاربة أي ظاهرة متطرفة بالقانون، موضحاً أنه تم فتح تحقيقات عاجلة لبحث هذه الوثائق. وشدد على ضرورة تتبع هذه الوثائق للبحث في صدقيتها والاتجاه إلى القضاء وتفعيل القانون في الإجراءات، موضحاً أنه لا يمكن أن تعقب هذه الظاهرة الإرهابية من دون القانون، خاصة أن هناك معركة بين الأنظمة والتعاطي مع ملف الإخوان. ولفت المحامي والمحلل السياسي التونسي، إلى أنه لا يمكن معالجة هذا الملف استناداً إلى العاطفة ولا مبدأ سيادة القانون وتطبيقه على الخصوم، خاصة أن الإخوان لهم ثقل وموجودين في تونس، مؤكداً أن هناك تهديدات في المنطقة العربية ولا بد في التعامل معها بالقانون والحزم. وعرضت الوثائق التي تم تسريبها طلباً من إخوان مصر لحركة النهضة التونسية بضرورة تشفير الاتصالات الصوتية بين العناصر الإخوانية واختراق أجهزة الاتصال الرسمية في تونس، وتورط تنظيم الإخوان في إعداد البنية التحتية لاختراق خصومهم في تونس والعمل على تصفيتهم. وقال القيادي الإخواني المنشق إبراهيم ربيع، إن العقيدة الإيديولوجية الجامعة للإخوان جاءت من نشأتها على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928 وتنطلق من «البيعة» بالولاء للمرشد العام للتنظيم ومع اليمين المُغلظ ينتهي أي انتماء للوطن ويبقى الولاء المطلق للمرشد العام والتنظيم. وأكد ربيع في تصريحات لـ «الاتحاد» أن تنظيم الإخوان له تكوين فاشستي له امتدادات خارج حدود الوطن، موضحاً أن هناك أفرع لهذا التنظيم الجهنمي في بلدان عديدة له كيان معلن ومعروف واقتصاديات سرية وخافية وتمويل سخي ومذهل من دول وحكومات وأجهزة مخابرات وبنوك في أوروبا وجزر الباهاما، وله أذرع مسلحة داخل وخارج مصر، وله اتصالات بدول وحكومات وأجهزة مخابرات والعديد من تنظيمات الإرهاب والقتل. يذكر أن الوثائق رسائل سرية من الجناح العسكري لإخوان مصر لاختراق جهاز الداخلية في تونس، وإعداد مدربين، وذلك عام 2012، وضرب الأحزاب اليسارية في تونس، داعين إلى قتلهم أو إرهابهم وإخافتهم. بينما أكد غازي معلي المحلل السياسي التونسي، أن التسريبات التي نشرت حول تورط بعض أعضاء حركة النهضة التونسية في التنظيم السري وتورط هذا التنظيم في أعمال غير قانونية، هو منطقي ومعقول وغير مستغرب لأنه في سنوات 2011 و2012 و2013 في تلك السنوات التي كانت تسيطر فيها جماعة الإخوان المسلمين من النهضة في تونس وحزب العدالة في ليبيا والإخوان في مصر، حكمت المنطقة وكان لها تنسيق كبير على المستوى الرسمي وغير الرسمي. وأوضح معلي أنه لا يستغرب أو يستبعد أن تكون هناك مراسلات ولقاءات وتنسيق على الأرض بين هذه الجماعات، لأن تنظيم الإخوان هو تنظيم إقليمي يجمع مجموعات كثيرة من دول مختلفة جمعتها العقيدة السياسية والسجون والأيدولوجيا، موضحاً أنه لا بد من الوصول إلى الحقيقة العلمية الثابتة حول ذلك، والإجابة عن سؤال هل المتورطين في هذه العملية سيحاسبون محاسبة قانونية سليمة أم لا؟. مصر.. مقتل 6 إرهابيين من عناصر «الإخوان» نجحت قوات الأمن المصرية في القضاء على 6 من عناصر جماعة «الإخوان» في تبادل لإطلاق النار أثناء مداهمة وكرهم بمدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) أمس. وذكرت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، أن تلك العناصر الإرهابية كانت بصدد الإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. وقال مصدر أمني لـ«الاتحاد» إن العناصر الستة ينتمون للخلايا النوعية للجماعة الإرهابية التي كانت تتخذ من المدن الجديدة كالسادس من أكتوبر و15 مايو والشروق ملاذاً لها نظراً لأن تلك المناطق لا احد يعرف احد بها ومعظمهم مغتربون عن القاهرة، لافتاً إلى إن المعلومات الأولية تشير إلى نيتهم لاستهداف كمائن وتكتلات أمنية بنطاق محافظة الجيزة. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال، الاثنين الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 74 في نيويورك، إن الرأي العام في مصر لن يقبل بحكم «الإسلام السياسي»، في إشارة إلى جماعة الإخوان الإرهابية. وتشن قوات الجيش والشرطة في مصر عملية مكبرة لمكافحة الإرهاب بدأت منذ 2018 في شتى أنحاء البلاد، وخاصة في شمال سيناء تحت اسم «العملية الشاملة» بعد سقوط حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية.
مشاركة :