ها أنا أتلقى رسالة قصيرة من كلمات: «سنلتقي الثلاثاء حسب الاتفاق». من الحبيبة نورة الفائز تمضي الأيام مسرعة كلمح البصر ولا نلتقي أنا وصديقتي. كم هي قصيرة حياتنا . طرت من الفرح! هكذا نحن البشر حالمون برؤية أحبتنا. كنت أنتظر رسالتها وأنا أستسلم إلى لذة الخدر، وتسري في دمي ذكريات عن أيامنا بعض الأحيان كنا نلتقي في السيارة في طريقها للمطار أو صالة مطار الملك عبد العزيز قبل سفرها . أنزلق إليها وأنا أشف وأخف متحولة إلى روح صافية تحيطني غلالة جميلة مصدرها أن نورة إحدى نساء وطني. امرأة مبهورة دائما باكتشاف كل ما يفيد لخدمة تراب وهواء هذا الوطن. نورة الفايز تقلدت منصباً تنفيذياً عملت واجتهدت فيه. امرأة من بلادي عشقت نشوة تحقيق سر وجودها في الحياة. كانت تطلق ابتسامتها التي تشبه الريال الفضة في وجه كل من يقابلها.. كان حضورها قوياً في قلوبنا كأول امرأة تتولى منصباً قيادياً. عملت في مناصب متنوعة كل منصب تتقلده تترك وراءه نخلة خضراء. فهي سيدة متيمة بحب عملها ووطنها أبداً، ناعمة المعشر، تفوح بالطيبة كغابة خضراء . حضرت الثلاثاء في موعدها، وما الغريب على امرأة تقدس الزمن ولا تتأخر قط على موعد... لديها ذاكرة أسطورية بتفاصيل عملها. كنت سعيدة برؤيتها قلت لها: "أنت امرأة واحدة في مجموعة هؤلاء النساء نائبة وزير، وزوجة، وأم رائعة، إلى متى ستظل الأحداث التي عشتها سجينة الذاكرة؟! المكتبة السعودية تفتقر كثيراً إلى مؤلفات السعوديين الإداريين العظماء، والتي تعبر عن التجارب القيادية النسائية الثرية. لديك تجارب تستحق التسجيل، انشري على العشب وشاحك يا نورنا". ابتسمت مرحة، وقالت لي: ستصدر قريباً. فأخيراً ستحتفل المكتبة السعودية بمائدة عامرة بكل ما لذ وطاب. أخيراً سيخرج كتاب عن القيادات النسائية في بلادي، وأخيراً سنقرأ قصصاً سخية في فن علم القيادة، وستتحدث نورة الفايز! بدفء وبساطة، عن كيف تنجح النساء بدعم رجال من وطني. وكيف تعبس الأيام أحياناً في وجه الجبل. حروف سأنتظرها كغيري بفضول عالم متعطش لعلم أسرار البحار، تكتبها أول امرأة تقلدت منصباً قيادياً في بلادي أول أمرأة نائب وزير في التعليم. A.natto@myi2i.com
مشاركة :