بين الفينة والفينة تظهر بعض الأصوات النشاز التي لا تعجبها تلك الطفرة النهضوية التي تحدث في الجامعة ، والتي يسهر عليها رجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فيغمزون ويلمزون في تلك القيادات التي تقود مسيرة الجامعة في همة وإخلاص منقطع النظير ، فإنه بالأمس القريب هوجم مشروع الكتاب الموحد وانهالت الاتهامات التي تتهم القائمين على المشروع بقتل الإبداع ، وتحويل الجامعة إلى نظام مدرسي ، مع أن إدارة الجامعة لم تطلب أكثر من الالتزام بمفردات المنهج بعد ما تبين لها أن كثيرا من كتب الطلبة هي مؤلفات كتبت للترقية وهي أبعد ما تكون عن المقرر ، أوفوق مستوى الطالب ، كما تبين للجامعة أن بعضها تلفيقات من كتاب من هنا وكتاب من هناك ، وبعضها فيه تدليس على الجامعة بعد أن وجدنا بعض الكتب مجمل أرقام صفحات الكتاب ٣٢٠ صفحة ولكن حجمه يقول : إنه أقل من ذلك ، فلما راجعنا صفحات الكتاب وجدنا أنه عند الصفحة رقم مائة جاءت الصفحة التي بعدها برقم ١٦٠ ، فسقطت من الكتاب ستون صفحة ليباع بسعر بخالف الحقيقة ، .. إلى غير ذلك من السلبيات الكثيرة التي يصعب عدها ، أو بمعنى أصح لا يجوز ذكرها في مثل هذه المنشورات. فكان على الجامعة أن تتدخل لمنع مثل هذه الظواهر السلبية بحيث يكون الطلاب الذي ينتسبون إلى كليات متناظرة يدرسون كتابا موحدا لتحقيق التكافؤ بين جميع الطلاب ، فمثلا كليات اللغة العربية على مستوى الجامعة مفردات مناهجها واحدة ولائحتها واحدة ، فلماذا لا يدْرس كل الطلاب في كل الكليات كتابا موحدا يتحقق من خلاله تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب ، وهذا من متطلبات الجودة لأنها تعامل الكليات المتناظرة كأنها كلية واحدة ؟؟.أما دعوى أن الجامعة تقتل الإبداع والتميز فهذه دعوى مردود عليها بأن الجامعة تخاطب الأقسام بالتأليف ، وحينما تصلها المؤلفات في المادة تقوم بعرضها على لجنة علمية من ذات الأقسام العلمية لمراجعتها واختيار ما تتوفر فيه الشروط المطلوبة في الكتاب الجامعي دون أدنى تدخل من إدارة الحامعة.وفي البداية كانت هناك معارضة شديدة من عدد من الأساتذة ، ولكنهم لما رأوا بأنفسهم هذه السلبيات الموجود في كثير من الكتب تراجعوا بشحاعة عن معارضتهم ، وأيدوا الفكرة تأييدا مطلقا ، بل ساهموا في نجاحها .أما بالنسبة لقرار موافاة الجامعة بما تم شرحه ، لانه - للأسف - توجد بعض الكليات حتى الآن ونحن في نهاية الأسبوع الثالث من بدء الدراسة لم يتم التدريس فيها ، ولذلك هم متضررون من هذا القرار الذي يكشف عوارهم ، أما من قام بالتدريس من الأسبوع الأول فلم يعارض ذلك بل رحب به وأثنى عليه.وإننا نهيب بكل زميل عنده وجهة نظر معينة أن يتقدم بعرضها على المسؤولين بالجامعة بكل تجرد وموضوعية دون التشكيك في النوايا والمقاصد ، ودون التشهير بقيادات الجامعة في وسائل الإعلام المختلفة وسوف يجد القلوب والعقول مفتوحة قبل الأبواب للحوار والنقاش والعدول عن الرأي إن كان الرأي الآخر أفضل في تحقيق المصلحة العامة للجامعة ولمؤسسة الأزهر .نحن جميعا نسعى إلى هدف واحد ، هو أن ترتقي جامعتنا وتنهض لتحقق مكانتها التي تستحقها على المستويين المحلي والدولي ولن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود ، وتكاتف الجميع نحو. تحقيق تلك الأهداف والغايات .وفق الله الجميع لما فيه الخير لأزهرنا ولمصرنا الحبيبة .
مشاركة :