انطلقت فعاليات أسبوع المنامة لريادة الأعمال في نسخته الخامسة في العشرين من شهر أكتوبر 2019م، والذي نظمته محافظة العاصمة برعاية كريمة من الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، محافظ محافظة العاصمة، وبشراكة استراتيجية مع صندوق العمل (تمكين)، وتضمن عقد (15) ورشة وندوة موزعة على عدد من المحاور في مجال ريادة الأعمال منها مستقبل الاستدامة في البحرين، والابتكار في مجال التقنيات الحديثة، وتمكين رواد الأعمال لدخول الأسواق العالمية، قوة ولاء العملاء كمطلب لريادة الأعمال، من الألف إلى الياء، إعداد الأعمال والتوسع والتنويع، قدمها (30) خبيرًا ومختصًا في مجال ريادة الأعمال من مختلف دول العالم. وهدفت هذه الورش والندوات إلى تعزيز وتنمية قدرات نحو خمسة آلاف مشارك، وتأهيلهم ليكونوا قادرين على إطلاق مشاريعهم الخاصة وترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس يسهم في النهوض بالاقتصاد والمجتمع. وقد عبر احتضان محافظة العاصمة لفعاليات أسبوع المنامة لريادة الأعمال للسنة الخامسة، عن تأكيد حقيقة أن الأمن والتنمية صنوان لا ينفصلان فعلى الرغم من أن المهام الرئيسة للمحافظات باعتبارها الذراع الميداني لوزارة الداخلية في حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار، وأن التنمية من تخصص وزارات أخرى، إلا أن التجربة التنموية النهضوية البحرينية فريدة في مرئياتها وأساليب تنفيذ تلك المرئيات، فجميع الوزارات وجميع قطاعات المجتمع مسؤوليتهم تضامنية ومشتركة في حفظ الأمن وتحقيق التنمية، فوزارة الداخلية بأذرعها المختلفة تعد التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتنمية الثقافية قواعد حيوية للتنمية الأمنية، فلا أمن من دون تنمية، ولا تنمية من دون تحقق الأمن. لذا فقد كان احتضان المحافظة لهذه الفعاليات تعبيرا صادقا عن الشعور بالمسؤولية الأمنية المجتمعية الشاملة، إذ إن دعم الشباب ومساعدتهم على بدء استثمار خاص مميز، وإعانتهم على الحصول على تمويل مناسب، وتطوير مهاراتهم الإدارية، والمهنية والمعرفية والتسويقية، بما يساعدهم على تحقيق النجاح في العمل والقيادة والإبداع في اختيار أفكار ومشروعات ريادية ذات قيمة مضافة عالية وتستند إلى أحدث ما توصل إليه العالم في مجالات التكنولوجيا الرقمية والثورة المعلوماتية المعاصرة، هو تعزيز للأمن المجتمعي في الحاضر والمستقبل، وهذا ما يتضح من النشاطات والفعاليات التي تضمنها أسبوع المنامة، فقد سلط الضوء على أهمية المبادرة والجرأة والريادة والاعتماد على النفس وعدم الخضوع إلى التوجيهات المحبطة في اقتحام الشباب لعالم الاستثمار، ومساعدتهم لاكتشاف إمكاناتهم وقدراتهم الإبداعية، وعرضت أمامهم تجارب حية لمستثمرين تمكنوا من تجاوز التحديات، وتحدي العقبات التي واجهتهم، ولولا امتلاكهم العزيمة وإصرارهم على مواصلة طريق الريادة والاستثمار ما كان يمكن أن يصلوا إلى مستوى التميز والنجاح الذي حققوه. فمثلا قدمت إحدى المشاركات في الفعاليات السيدة انغرد فانديرفلت الرئيس التنفيذي لمؤسسة (EBW2020) في الولايات المتحدة الأمريكية وعضو مجلس رواد الأعمال العالمي التابع للأمم المتحدة عرضا شيقا عن تجربتها في اقتحام عالم الأعمال تحت عنوان «الخلطة السرية للنجاح العالمي للأعمال»، أوضحت فيها كيف أنها انتصرت على التحديات والمعوقات التي واجهتها، موضحة أن العامل الرئيس لتحقيق النجاح إرادتك وثقتك العالية بأنك ستنجح من جانب، ومن جانب آخر أوضحت أن عدم الفشل لا يعني النجاح بل النجاح هو سلسلة متواصلة من تجاوز الفشل وعدم الوقوف عنده، ولا نجاح كبير إلا بعد المرور بمحطات من الفشل والإحباط المؤقت، كما أشارت في عرضها لتجربتها في النجاح إلى أهمية الفريق الذي يعمل مع صاحب المشروع ومستوى إيمانهم بمرئياته وحماسهم في العمل معه، ولائهم له وللمشروع ذاته. ومما ينبغي الإشادة به أن محافظة العاصمة حرصت في كل سنة من السنوات الخمس التي نظمت فيها هذه الفعاليات على مواكبة محاورها لمستجدات قطاع ريادة الأعمال في العالم بما يمكن المشاركين من الاطلاع على أحدث المنجزات والتجارب في هذا المضمار. وتضمنت الفعاليات هذا العام تنظيم مسابقة التطبيق الأكثر ابتكارا في البحرين بالتعاون مع شركة بتلكو، ومؤسسة EBW2020 الأمريكية، حيث فاز بالجائزة تطبيق WCCI وهو تطبيق يعنى بالاستجابة لأزمات العنف المنزلي. كما تضمن توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة ريادة الأعمال البحرينية ومؤسسة EBW2020 الأمريكية تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير مهارات رواد الأعمال من الشباب البحريني. واختتمت الفعاليات بجلسة حوارية قدمها مجموعة من رواد الأعمال من كوريا الجنوبية. وختاما لا بد من أن نشيد بالجهود الطيبة والمبادرات البناءة التي تقوم بها محافظة العاصمة في دعم الشباب واحتضانهم، أملين تعاون مختلف الجهات ذات الصلة بمتطلبات نجاح المشروعات الريادية الصغيرة والمتوسطة في التعاون مع المحافظة، خاصة البنوك، ولا سيما في مجال توفير التمويل المناسب لها ، والبحث عن أفضل صيغ الدعم بإطلاق مجموعة من المنتجات والخدمات التمويلية والاستثمارية والادخارية التي تلبي احتياجات مختلف فئات هذه المؤسسات وفقا لشروط مرنة وميسرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية الغراء، ومساعدتها في حالة التعرض للإعسار المالي لأي سبب كان ، بما يمكِّن أصحاب المشروعات من تجاوز الظروف الصعبة ومعاودة الانطلاق ثانية، وهذا ما نفتقر إليه، الأمر الذي يقود إلى فشل العديد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعرض أصحابها للمسائلة القانونية بسبب العجز عن سداد التزاماتهم المالية. أكاديمي وخبير اقتصادي
مشاركة :