هل دول العالم جادة لاستئصال الإرهاب؟ - هاشم عبده هاشم

  • 11/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

•• بالرغم من أهدافها الاقتصادية البحتة.. إلا أن قمة أنطاليا التي شهدت لقاء "مجموعة العشرين" استجابت لطبيعة الظروف التي سبقت أو رافقت انعقادها.. وفي مقدمتها حوادث "باريس" المأساوية بكل ما جسدته من بشاعة الإرهاب الذي لم تعد "مصائبه" مقتصرة على المنطقة العربية وإنما تجاوزها إلى أوروبا اليوم.. وليس مستبعداً أن تتوالى ضرباته في أكثر من موقع من هذا العالم.. •• ومن الواضح أن الجزء الأكبر من الاجتماعات قد رُكِّز على هذه القضية وجاء البيان الصادر عن القمة منسجماً مع ما كان الجميع يتوقعونه من اتفاق الدول العشرين على أهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب.. وذلك بإعطاء هذا الامر مزيداً من الجدية والتفعيل بتوزيع الأدوار بين الجميع.. وإغلاق منافذ تمدده.. أو مصادر تغذيته.. أو الاستفادة منه في خدمة أهداف سياسية ومطامع عريضة لبعض الأطراف.. بالإضافة إلى العمل بقوة على المسار السياسي لإيقاف مسلسل الحروب والأزمات المتصاعدة بفعل التدخلات الخارجية في شؤون الدول.. •• ولعل الاختبار الأول للتأكد من مدى جدية دول العالم الرئيسية ومنها الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.. ثم دول أوروبا الغربية والدول الفاعلة في هذا العالم.. في محاربة الإرهاب والقضاء على أسبابه هو تحقيق تقدم فعلي على المسار السوري بإخراج كل القوى والأطراف الخارجية منها وتشكيل حكومة انتقالية ذات سلطات كاملة.. وطي صفحة الأسد إلى الأبد.. وضرب كل قوى الشر الموجودة على الأراضي السورية وفي مقدمتها تنظيم داعش، تمهيداً لطرده من العراق.. وايقاف تمدده إلى بقية الأوطان الأخرى. •• تلك هي أول ثمرة من ثمار القمة.. ودليل على نجاحها.. إذا تحقق هذا الإنجاز.. وتحقق إلى جانبه إنجاز آخر لتسوية الوضع المتفجر في اليمن.. وذلك بفرض الإرادة الدولية على جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخصوصاً القرار (2216) وإيقاف كل المراوغات والمحاولات الدائرة الآن للالتفاف على الهدف الأساس من اجتماعات جنيف المقررة قريباً. •• ولا شك أن لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعديد من القادة ومنهم الرئيس التركي "أردوغان" والرئيس الاميركي "أوباما" والرئيس الروسي "بوتين" وسواهم قد ساهمت في الدفع باتجاه الحلول العملية لهذه القضايا وسواها.. وبالذات القضايا الملحة على المستوى البترولي والاقتصادي.. وذلك بحكم التلازم القوي بين قضايا المنطقة والعالم الأمنية والسياسية والاقتصادية.. •• هذه الاجتماعات.. وما سوف يعقبها من اتصالات.. ولقاءات.. وترتيبات سوف توفر حلولاً عملية للمشكلات الراهنة التي تعاني منها المنطقة والعالم.. •• وبالمناسبة.. فإن أي حل لمشكلة تنظيم داعش.. لا بد وأن تنطلق من الكشف عن القوة أو القوى الحقيقية المحركة والمغذية له والمستفيدة منه.. إذا أردنا القضاء عليه تماماً.. بدلاً من أن ندور حول أنفسنا.. ونعلق كل مصائب الدنيا على هذا التنظيم البشع فقط. •• وما حدث في باريس تحديداً.. فإن من خطط.. ورتب.. وأعد لهذا العمل الجبان لا يخرج عن رأس النظام السوري.. بالتعاون مع إيران وأدواتها بمن فيهم تنظيم داعش الذي استخدم كأداة تنفيذ.. وليس كما ادعى التنظيم نفسه بأنه هو وليس غيره وراء هذه الجريمة النكراء.. حتى لا نذهب بعيداً.. وحتى لا تأخذنا البوصلة إلى أبعد من ذلك.. •• ثم إننا ونحن نتحدث عن القضاء على داعش وفظاعات داعش فإن علينا أن نُطهِّر منطقتنا.. وسواها من الفكر المأزوم الذي يرى فيما حدث في عاصمة النور إنجازاً.. إذ ما أكثر الذين هللوا واستبشروا.. وكشفوا عن أن أوطاننا مسكونة بهذا الفكر المنحرف والشاذ والمأفون ولا حول ولا قوة إلا بالله. ضمير مستتر: •• لن نتمكن من استئصال داعش وأمثالها إذا نحن لم ننظف العقول (أولاً) من ثقافة الكراهية والحقد على الإنسانية..

مشاركة :