وقع الدكتور صديق محمد جوهر مساء أمس الأول في ركن المؤلفين كتابه الجديد المعنون: حبيب الصايغ بين التاريخ والأسطورة، والكتاب عبارة عن دراسة نقدية تنتظم في سياق مشروع أدبي ضخم يعمل المؤلف من خلاله، ضمن فريق، على ترجمة أعمال الشاعر حبيب الصايغ إلى اللغة الإنجليزية ودراستها نقدياً ومقارنتها بأعمال كبار الشعراء الغربيين الذين يشترك الصايغ معهم في بعض الثيمات الأدبية. وأشار جوهر إلى أن الهدف من المشروع هو نقل صوت الصايغ من المحيط العربي والإقليمي إلى العالمي بمشاركة عدد كبير من الأساتذة والمستشرقين من جامعات أمريكية وكندية ونيوزلدندية وأسترالية من أقسام الإنجليزية والأدب المقارن واللغة العربية. وأوضح أن المشروع سيتضمن دراسة نقدية باللغة الإنجليزية لأعمال الصايغ ستتم على مرحلتين الأولى دراسة أعمال الصايغ، والثانية دراسة مقارنة بين أعمال الصايغ وأعمال كبار شعراء الغرب، وذلك بسبب وجود تشابهات عدة تربط أعمال الصايغ الشعرية بأعمال مماثلة لأعظم الشعراء الأوروأميركيين وفطاحل شعراء الغرب على المستوى الفكري والفلسفي والإبستولوجي، سواء من حيث الشكل والبنية الشعرية والديناميات الفنية أو الثيمات الموجودة داخل الكتابات الشعرية، وتوظيف الصايغ لأحدث الأساليب والتقنيات الشعرية الموجودة في الغرب، ما يعني أن ثمة الكثير من التشابه بين حبيب الصايغ وأولئك الشعراء، وسيصدر المشروع على مرحلتين الأولى هي الأعمال الشعرية المترجمة، والثانية دراسات مقارنة بين أشعار الصايغ وكبار شعراء الغرب. وأكد أن المشروع سيكتمل خلال سنتين كحد أقصى، وسيشارك فيه بعض طلاب وطالبات الدراسات العليا من جامعة الإمارات من قسم الترجمة كفريق مساعد، لافتاً إلى أن الهدف ليس فقط تعريف العالم بتجربة حبيب الصايغ الشعرية، وإنما التعريف بالأدب الإماراتي المعاصر كذلك، خاصة أن هناك ندرة في الكتابات باللغة الإنكليزية عن كتاب منطقة الخليج، على الرغم من كونها ذات بعد استراتيجي بالنسبة للغرب، لذلك فهم مهتمون بكل الكتابات المتعلقة بهذه المنطقة في الجامعات الغربية وفي مراكز البحوث، ومهتمون بكتاب الإمارات بشكل خاص، وهناك ترحيب من لدن الدارسين الغربيين بهذا الموضوع، كما أن هناك الكثير من المواقع الإلكترونية الغربية المستعدة لنشر هذه الدراسات. وأوضح أن الأعمال الشعرية والتراث الأدبي للشاعر الإماراتي الكبير حبيب الصايغ، تمثل رافداً معرفياً وفكرياً متدفقاً، على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن، يجسّد ملحمة وطنية لا مثيل لها ترصد بالكلمة الشاعرة وبأسلوب رفيع، مستوى التطورات الهائلة التي شهدتها البلاد منذ العهود الأولى االتي شكلت الدعائم الوجودية للمجتمع الإماراتي ولفت إلى أن قصائد الصايغ تعد تاريخاً حقيقياً لحركة المجتمع الإماراتي من الأصالة والبداوة إلى التمدن والمعاصرة، وتناول فيها ما بعد العولمة، وضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والتلاحم الداخلي وخاصة في وقت الأزمات، ووقف بكل حسم في قصائده ضد الأفكار الهدامة والجماعات الظلامية، التي تسعى لضرب أساسيات بنية التجانس الاجتماعي المحلي، ودعا إلى مواجهة التيارات الضالة، ومحاربة الفكر الطائفي وكل الأيديولوجيا الطفيلية الدخيلة على المجتمع الإماراتي. وخلص إلى أن الأعمال الشعرية الصايغية تتميز بخصوصية محلية تبرز أهمية الحفاظ على التراث، والاعتزاز بالإنجازات الحضارية للإمارات، والتفاخر بالتقاليد والموروثات الوطنية من دون الدخول في مواجهة حضارية مع الآخر، مؤكداً أن الصايغ يقيم قصائده على أساس راسخ من المغامرة الإنسانية الجمالية في لجج الملغز والمخبوء والغامض، وفي استقصاء دائب وحركة محمومة، ترفض السائد لحساب الرائد، وتكشف المشهور لمصلحة المهجور.
مشاركة :