بعد سلسلة طويلة من تنبؤات وأحاديث خبراء الطقس، لامست سحب الخير والامطار أرض الكويت أمس، حيث شهدت المناطق السكنية ومواقع البر أمطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة شكلت «خباري» وسالت من جرائها الشوارع، على وقع فرح الناس بتغير الجو وهطول المطر.غيوم المحبة والامطار هطلت في أوقات متفرقة، وتنوعت غزارتها طوال يوم أمس، فيما توقع خبراء الطقس ان تستمر لأيام عدة. وكان الهطول الأغزر في شمال الكويت، حيث نتج عنه سيول اقتحمت محمية صباح الاحمد البيئية، بعد أن جرفت الساتر الترابي «الروف» المحيط بها.وقد جذبت الامطار محبي البر والمخيمات الذين توجهوا الى الصحراء للاستمتاع بجمال الطبيعة، ومشاهدة الامطار على الرغم من ان الاسبوع في بدايته والجميع مرتبطون بدواماتهم. ووثق هواة التصوير في مختلف المناطق صوراً لكميات الامطار، لاسيما في شمال الكويت الذي شهد كميات غزيرة من الامطار شكلت خباري وسيولاً من الماء.وتعليقاً على حالة الطقس، قلل مراقب التنبؤات الجوية في ادارة الارصاد الجوية عبدالعزيز القراوي، في توقعاته لطقس اليوم، من فرص سقوط أمطار رعدية، لافتاً إلى أن سرعة الرياح الشمالية الشرقية ستتراوح بين 15 إلى 38 كيلومتراً في الساعة. وتوقع القراوي في تصريح لـ«الراي» أن يشهد يوم الأربعاء المقبل انخفاضاً ملحوظاً في درجة الحرارة، حيث من المتوقع ان تكون درجة الحرارة العظمى 20 والصغرى 9 درجات مئوية، ناصحاً كبار السن بارتداء الملابس الشتوية.وأوضح أن سرعة الرياح الجنوبية الشرقية بلغت أمس 50 كيلو متراً في الساعة، ما أدى الى إثارة الأتربة في بعض المناطق المكشوفة، مبيناً ان السحب المطرية كانت متمركزة على المناطق الساحلية.ميدانياً، ذكرت ادارة العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للإطفاء أن فرق الاطفاء تعاملت مساء أمس مع 9 بلاغات بسبب الأمطار، وكان معظمها غرق مركبات في تجمع المياه بمناطق العبدلي والصبية والصابرية، ومن خلال هذه العمليات تم إنقاذ 12 شخصا وجميعهم بخير، كما فعلت الإدارة غرفة اتخاذ القرار في ادارة العمليات المركزية والتي كانت تتابع جميع بلاغات الأمطار.وأهابت الإدارة بأعضاء الفرق التطوعية عدم التحرك للتعامل مع اي بلاغات تتعلق بحماية الأرواح، الا عن طريق وزارة الداخلية من خلال هاتف الامان 112 وذلك لسلامتهم وحتى لا يعيق تواجدهم في مكان الحوادث جهات الدولة من القيام بالمهام المطلوبة منها.وفي وقت سابق، عقد مدير الإدارة العامة للإطفاء الفريق خالد المكراد اجتماعاً مع قادة ومديري قطاع المكافحة في الإدارة، للوقوف على استعدادات مراكز الإطفاء والعاملين فيها لموسم الأمطار، والتأكد من جهوزية الآليات والمعدات ومضخات تصريف المياه، وفق الخطط المعدة لهذا الغرض مسبقاً.وقدم نائب المدير العام لقطاع المكافحة اللواء جمال البليهيص، موجزاً عن الخطة الاستراتيجية للقطاع، للتعامل مع المواقع المتوقع وجود تجمعات لمياه الأمطار فيها، والتنسيق مع جهات الدولة بهذا الخصوص لتسخير إمكانات ومعدات الإطفاء بما يخدمها، وكذلك استعرض المقدم مشاري الفرس مراقب العمليات المركزية الخطط الفنية والمعلومات وما تم تنسيقه في شأن موسم الأمطار.