يبدو أن الانتقال إلى عالم ااحتراف اﻷوروبي أصبح حلما صعب المنال تحقيقه من قبل لاعبي البطولة الوطنية، وإذا ما تعمقنا وبحثنا أكثر في مسألة إخفاق اللاعب المحلي، أو عقم البطولة الإحترافية في تصدير لاعبيها المحليين إلى الخارج، فإنه بدون أدنى شك سنجد أن اﻷندية المغربية هي من تتحمل مسؤولية فشل احتراف لاعبيها إلى الخارج، بتجاهلها أو عدم إلتزامها في جانب التكوين القاعدي لدى اللاعبين، واﻹعتماد بنسبة مئوية كبيرة جدا على جلب اللاعبين خلال فترتي اﻹنتقالات الصيفية والشتوية، فضلا على النظام المتبع داخل اﻷندية والذي يفشل كل مخططاتها في بناء لاعبي المستقبل، رغم الموهبة التي قد تظهر مبكرا على عديد اللاعبين، كما تبين إلى أي مدى عدم قدرة اللاعب المحلي على تحمل طبيعة التدريبات المتعبة وانسجامه معها وكثرة المباريات مع إختلاف المنافسات محليا وخارجيا، وتبقى مجمل التجارب الأوروبية مؤخرا عبارة فقط عن تجارب سريعة جنت الفشل، أضاعت مستقبل أفضل أمام الأجيال التالية لها، أو مجرد عروض وهمية تنهال على بعض من نجوم الدوري المحلي.وما يزيد من فداحة الموقف هو امتلاك الكرة المغربية ل32 فريقا يشكلون قسمين، باﻹضافة إلى أقسام الهواة والعصب، وبقية الفئات السنية، بينما المحصلة لتجربة اﻹحتراف الأوروبي تكاد تكون صفرا كبيرا مقارنة باحتراف لاعبي شمال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة بأكبر أندية الدوريات الأوروبية، بينما تظل تجربة اللاعب المحلي شبه منعدمة مع بعض اﻹستثناءات التي طفت على سطح البطولة نحو اﻹحتراف في تجربة أقل ما يقال عنها أنها فاشلة، ومن المعروف جدا على أن أنديتنا تتحمل مسؤولية فشل احتراف لاعبيها، في ظل رفع قيمة العقود الخيالية التي لا ترقى لقيمة ومستوى اللاعب المحلي، ورواتبهم الشهرية، وإعتقادها الخاطىء فيما يخص اﻷندية التقليدية بأن سيطرتها بالفوز بأكبر قدر ممكن من القوة الكامنة لدى اﻷندية الاخرى، بإغرائهم بمبالغ مالية مبالغ فيها، فكرة أوحت لإدارات اﻷندية أنها تسعى لﻹصلاحات السريعة على جبهة القدرة التنافسية بدلا من صنع المواهب والنجوم، باﻹضافة إلى أن بيئة اﻹحتراف المحلي الذي تعيشه البطولة واﻷندية وقوانينها لم تنجح مطلقا في تحديد أطر النجاح التي يمكن أن تكشف لها القناع عن بوادر مستقبل كرة القدم ومستقبل مواهبها ونجومها وكل شيء يرتبط بها فكرا وعملا وحتى ماليا.اليوم لا أحد ينكر، ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻻﻋﺐ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100 ﻣﻠﻴﻮﻥ يأتي هذا ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻣﻦ ﻣﻼﻋﺒﻨﺎ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ للموﺍﻫﺐ ﻭﺗﻜﺪﺳﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺗﺮﻫﻼ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﺎ بثنا ﻧﻔﺘﻘﺪ للموﺍﻫﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺻﻔﻮﻑ المنتخب اﻷول وحتى منتخبات الفئات السنية الأخرى، ما يعني أن الدعوة تفرض على جامعة الكرة خلق قاعدة واﻹهتمام أكثر باللاعب المحلي، من أجل الدفع به نحو اكتساب خبرات أكبر ملائمة مع ما يتطلبه اﻹحتراف اﻷوروبي.ورغم أن حلم أي لاعب محلي باﻹحتراف دائما ما يرتطم بجدار اﻹغراءات المالية الكبيرة التي توفرها الدوريات الخليجية، فهو يظل بمثابة الوجود الوحيد أمام اللاعب المحلي، وما تعانيه أنديتنا من تأخير في صرف رواتبهم، يحرص على صبر أغوار الخليج وما تجنبه من عوائق اللغة والعادات وكل ما يؤثر على تأقلمه السريع اوروبيا، وما يضمن له عائدات مالية مهمة في موسم وحيد يعادل ما يجنيه في أربع أو خمسة مواسم متتالية بالدوري المحلي تفتح له ضمان مستقبله المادي، ويبقى اختيار الوجهة الخليجية كلما تفتحت اﻷبواب في وجه اللاعب المحلي اختيارا تفرضه عوامل تناسب ما يمكنه من مواصلة اﻹبحار الكروي بنجاح، حيث أن اللاعب المغربي غير قادر بدرجة كبيرة على اﻹلتزام بدرجة اﻹنضباط في البطولات الأوروبية، على خلاف كبير ما يمكن له أن يحدث بدول الخليج التي لا تختلف فيها العادات، وغياب اﻹنضباط والصرامة في التعامل مع اللاعب، وهو ما يفسر المستوى الفني المحدود الذي لا يفوق بطولتنا في شيء.
مشاركة :