عندما تم تأسيس العصبة الإحترافية موسم 2015 تحت المادة الخامسة من النظام الأساسي منح إليها بتفويض من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صلاحية تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية ذات الطابع الإحترافي و تسييرها و تنسيقها و التي تشارك فيها الجمعيات الرياضية و الشركات الرياضية الأعضاء بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و كذلك بتدبير حقوق الاستغلال التجاري لهذه المنافسات و التظاهرات، إلا أنه وخلل كل هذه السنوات طبعت مسيرتها الكثير من المعيقات والتجاوزات، بل تم القفز باتجاه الصعود واﻹرتقاء، دون الخوض بتجارب متسلسلة وخطوات سابقة، قبل الدخول في نقاط مهمة تعنى بنجاح عصبة تحترف العمل بالشكل الأمثل والأنسب، وبما يتلاءم مع الواقع الذي نعيشه اليوم. لا ينكر أحد مسلسل الأخطاء الفادحة والمكلفة التي ارتكبتها العصبة الإحترافية حال بينها وبين تقديم صورة أفصل، بيد أن كل ذلك أفتقد للكثير من المتطلبات لو تحققت بنسب عالية لوصلنا إلى منعطف مهم في تاريخ مسيرة كرة القدم المغربية، وإلى حدود أحلام تصل إلى الإحترافية التي من شأنها أن تسهم في تحقيق نجاحات مهمة ومؤثرة ستأتي مستقبلا بنتائج مهمة جدا تصب في مصلحة مشاركات منتخباتنا الوطنية، وفرقنا الوطنية على الصعيدين القاري والعالمي. بل أن الحديث عن استقلالية العصبة ودمقرطتها ينطلق من الأندية، والتي بدورها لم تقم على أساس انتخابي سليم، بل تبقى في مجملها مكاتب صورية لا تملك أية قدرة على اتخاذ القرارات في مواجهة العصبة التي تخدم أنشطة الأندية، إنما تحرك من قبل أشخاص نافذين تجمعهم المصالح الشخصية بما يتجاوز مصالح أندية على أخرى، وفي هذه الحالة نتساءل: كيف بإدارات أن تنتخب بحرية وهي مسلوبة الحرية في رأيها أصلا ففاقد الشيء لا يعطيه. لا أريد أن اذكر أسماء عمرت بما يكفي حتى لا تحسب العملية تسقيطية، أكثر من كونها تقويمية، ولكن "رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه" ويكفي أن كرتنا تعيش أسوأ فترات عملها بالطريقة الإدارية الخاطئة، وحتى من حيث كولسة الفساد الواقع في محيط الأندية، ما أسقطها في وضع مالي متأزم، ما لم تتم عملية تغيير الأوضاع والأحوال جذريا، بتغيير كل شيء، لكون من يتواجد (عشعش) ولن يغادر وكره، على اعتبار أنها أضحت بيت بعض المستغلين والمستفيدين والمتسلقين، وليست بيتا لأصحاب الفكر الكروي، بعد أن قتلتهم العملية الكروية نفسها. أقول هذا من باب أن من بين أهم متطلبات نجاح العصبة الإحترافية هو وجود أشخاص مختصين يتجردون من الإنتماء، ويعملون من أجل ضمان إقرار نقاط مهمة تركز على الجميع، بعيدا عن التأثيرات الجماهيرية للأندية التي تملك قاعدة كبيرة من المشجعين، ويقرون كل ذلك بنظرة متساوية مع الجميع وفي خدمة الجميع. نعم.. إن من أهم عوامل نجاح العصبة الإحترافية وعملها وتأثيرها، مثلما يفترض أن يكون عملها وفقا للجان تعمل على تأسيس قاعدة بيانات تسهل كل شيء وتضمن كل شيء ليكون خزينا ثريا بكل ما يعني في عمل كرة القدم المغربية المتعلق بالأندية من القسمين الأول والثاني وبقية الأقسام الفئات السنية. إن ما يحصل اليوم من إرباك وارتباك في مخطط مشروع نهضة البطولة الوطنية، يضعها في موقع المتهم أو المدان، ما يقرب عملها من كل الشكوك التي تحوم حولها، يبعدها عن الهدف الرئيسي الذي تأسست من أجله، بهدف ضمان تنظيم مسابقة كروية رصينة وفقا لأجندة ترتبط مع الأندية وتضمن حقوقها، بما يتلاءم مع طبيعة إشهار هذه العصبة وأهدافها. أعتقد أن استقلالية العصبة، سيكون من بين أهم خطوات نجاح عملها، مثلما يجب أن يكون التطوير عنوانا أبرز لنوعية وطبيعة عملها، بل إن نجاح عملها يرتبط بتفاصيل نوعية متشعبة وأمور خارجة عن إرادتها، فإذا تجاوزت كل تلك العراقيل، ستنجح في تحقيق تطبيق الإحتراف الذي فشلت لحد الآن في تحقيقه أو تجاوزه.
مشاركة :