جرجس إبراهيم يكتب: «يؤانس» سيمفونية سماوية

  • 12/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام بشهر "كيهك" أو الشهر المريمي كما يطلق عليه العامة، وهو أحد الشهور المقدسة لدى الأقباط، وذات سمات خاصة كونه أكثر الشهور روحانية، ويعد شهر التسابيح والصلوات.ودائمًا ما يفتخر الأقباط بتقليدهم الكنسي، لأنه الأصل الذي أخذت عنه معظم كنائس الشرق والغرب، فمن حيث نظام الصلوات وترتيبها، وبدأت أنظار العالم كله تتجه إلى تراث الألحان القبطية الخالد، هذا الذي حفظته الكنيسة على مدى قرون طويلة.وفي القرون الوسطى، وعصور الظلام وجمود العقول، وقلّة الإبداع العلمي، والتكرار والاجترار في الإنتاج العلمي والديني.. إلخ، ظلت الكنيسة شامخة صامدة محافظة على ما وصلها من تعليم وألحان، حتى ظهر العالم كنسي الأنبا يؤانس بن شنودة، أسقف أسيوط، في الخامس عشر الميلادي، الذي كُتب عنه بلغات أجنبية عدة.ويعد من أعظم إنجازات العالم الكنسي الجليل ابن شنودة الضليع بعلوم اللغة القبطية وقواعدها والألحان الكنسية القبطية الأرثوذكسية، فقام بوضع إبصالية آدام للسيدة العذراء، والتي تقال في شهر كيهك، وذلك بشهادة مخطوط ترتيب البيعة، كما وضع غالبية كما وضع بعض قطع كيهك القبطية، ضبط أنغامها وأوزانها وكأنها في أزهى عصر من العصور الروحية للكنيسة.وبعد قرون طويلة من رحيل يؤانس ابن شنودة، أسقف أسيوط، جاء ليجلس على كرسي أسيوط راهب زاهد عابد هو الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، الذي جاء بتدبير إلهي، يكمل مسيرة ابن شنودة التي توقفت قرون طويلة ليعيد إحياء التسبحة الكيهكية، ويحافظ على الألحان القبطية التي تسلمها من الآباء الأولين، ليعلم الشعب ما وضعه سلفه.كانت التسبحة الكيهكية تقام بشكل عادي في مختلف الكنائس المصرية حتى جاء الأنبا يؤانس ليعيد لها بريقها ويغذي النفس بالنغمات والتسبيح، ويرفع الروح درجات.ووضع الأنبا يؤانس جدولا قاسيا لصلوات كيهيك يطوف من خلاله العديد من الكنائس داخل أسيوط وخارجها ليعلمنا أن التسبيح له قوة روحانية، لقد تعودنا خلال هذا الشهر أن تسابيح كيهك في الحقيقة تمثل سيمفونية سماوية، تمدح الكنيسة كلها.وأقول للأنبا يؤانس إننا ننتظر شهر كيهك كل عام لنستمع، ونتعلم منك عظمة ومحبة التسبيح، كي تكون فرصة لتغيير قلوبنا، فمفعول تسبيحك عجيبة، أكم غيرت أشخاص تغيرت قلوبهم وأنار الله طرقهم.

مشاركة :